انتقاد إسرائيلي للقرار.. هيئة دولية تستعد للإعلان رسمياً عن المجاعة في غزة

كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن الهيئة الدولية المسؤولة عن رصد الجوع في العالم ستُعلن المجاعة في مدينة غزة لأول مرة.
لم يُستخدم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، المدعوم من الأمم المتحدة، وهو نظام معترف به عالميًا لتصنيف شدة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، إلا للإعلان عن أربع مجاعات فقط منذ إنشائه عام 2004، كان آخرها في السودان العام الماضي.
على الرغم من أن التصنيف المرحلي المتكامل قد حذّر سابقًا من أن المجاعة وشيكة في أجزاء من غزة، إلا أنه لم يُصدر حتى الآن إعلانًا رسميًا، مشيرًا إلى نقص البيانات الموثوقة.
ومع ذلك، سيعلن التصنيف يوم الجمعة رسميا عن المجاعة في مدينة غزة، وهي أكبر مدينة في القطاع ويسكنها نحو نصف مليون شخص حالياً.
معايير إعلان المجاعة
ولإعلان المجاعة، يجب استيفاء ثلاثة معايير صارمة: أن يواجه ما لا يقل عن 20% من الأسر نقصًا حادًا في الغذاء، وأن يعاني ما لا يقل عن 30% من الأطفال من سوء تغذية حاد، وأن يموت شخصان من كل 10,000 شخص يوميًا بسبب "الجوع المُطلق".
وسيُعلن التصنيف المرحلي المتكامل أن المجاعة تحدث في "محافظة غزة"، التي تضم مدينة غزة، وثلاث بلدات مُحيطة بها، والعديد من مخيمات اللاجئين.
وبحسب الإحاطة الإعلامية للتصنيف المرحلي المتكامل، فإنه "بعد 22 شهرًا من الصراع المُستمر، يُواجه أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة ظروفًا كارثية، تتسم بالجوع والعوز والموت".
ويضيف التصنيف أنه من المتوقع أن تمتد المجاعة إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول، وفقًا للتوقعات الحالية.
ويضيف التصنيف أن 1.07 مليون شخص آخرين - أي أكثر من نصف سكان غزة - يواجهون بالفعل مستويات "طارئة" من انعدام الأمن الغذائي، وهي ثاني أعلى مستوى على الإطلاق.
انتقاد إسرائيلي
في المقابل، وصف سفير إسرائيل لدى واشنطن يحيئيل ليتر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة بأنه "كذبة كبيرة".
وقال ليتر، في منشور على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، إن "الأدلة تتزايد على أن هناك حملة لشيطنة إسرائيل من خلال اتهامات باطلة بتجويع سكان غزة، وهي جهد مُدبّر من قبل وكالات الأمم المتحدة لترويج دعاية حماس".
وأضاف سفير إسرائيل في واشنطن أن تقييم تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "يكشف عن تراجع منهجي في المعايير وانتقائية في استخدام البيانات".
هجوم واسع النطاق
صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الخميس، بأن حكومته وافقت على خطط لهجوم واسع النطاق على مدينة غزة، رغم المعارضة الدولية والمحلية.
كما صرّح نتنياهو بأنه أمر بإجراء مفاوضات لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب في غزة "بشروط مقبولة من إسرائيل". وقال: "لقد وافقت على خطط للجيش الإسرائيلي للسيطرة على مدينة غزة وهزيمة حماس. هذان الأمران - هزيمة حماس وإطلاق سراح جميع رهائننا - يسيران جنبًا إلى جنب".
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أُعلن عن إصدار أوامر استدعاء لـ 60 ألف جندي احتياطي من الجيش الإسرائيلي استعدادًا للهجوم الشامل على المدينة.
يتوقع التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) - الذي تضم منظماته الشريكة الـ 21 منظمة، بما في ذلك منظمة "أنقذوا الأطفال" و"أوكسفام" و"اليونيسف"، استمرار تدهور الأمن الغذائي في غزة بين منتصف أغسطس/ آب ونهاية سبتمبر/ أيلول.
ويقول التصنيف: "خلال هذه الفترة، من المتوقع أن يواجه ما يقرب من ثلث السكان - أي ما يقرب من 641 ألف شخص - ظروفًا كارثية، بينما من المرجح أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من حالات طوارئ إلى 1.14 مليون شخص".
ويشير التصنيف إلى أن هذه "هي المرة الأولى التي يُؤكد فيها رسميًا وجود مجاعة في منطقة الشرق الأوسط"، على الرغم من أن المنطقة عانت تاريخيًا من أزمات جوع.
وهذه هي المرة الخامسة فقط التي يُعلن فيها المركز رسميًا عن مجاعة، حيث كانت المرات الأربع السابقة جميعها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
أعلنت وزارة الصحة في غزة، الخميس، أن 271 شخصًا لقوا حتفهم جوعًا في غزة حتى الآن، منهم 112 طفلًا. وقد سُجِّل أكثر من نصف هذا العدد في الأسابيع الثلاثة الماضية وحدها.
وفي المجمل، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين خلال 22 شهرًا من الحرب 62,192 قتيلًا، وفقًا لأرقام الوزارة.
دافع نتنياهو الشهر الماضي عن تعامل إسرائيل مع الوضع الإنساني في القطاع، مدعيًا أنه "لا يوجد مجاعة في غزة".
كما أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه وجّه تحذيرًا للمسؤولين الطبيين والمنظمات الدولية بضرورة الاستعداد للإجلاء المخطط له لسكان مدينة غزة قبل هجومه البري للسيطرة عليها.
Today