مقتل 15 شخصًا في قصف روسي على أوكرانيا.. قادة أوروبا يدينون التصعيد والكرملين يتعهد بمواصلة الهجمات

وهذا هو أول هجوم كبير على كييف منذ أسابيع، إذ أطلقت روسيا 598 طائرة مسيرة و31 صاروخًا من أنواع مختلفة في جميع أنحاء البلاد، وفقًا للقوات الجوية الأوكرانية.
وقال رئيس إدارة مدينة كييف تيمور تكاتشينكو إن من بين القتلى ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و14 و17 عامًا. ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد، بينما انتشرت فرق الإنقاذ في أحد المواقع المستهدفة لانتشال الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض.
وأضاف: "للأسف، أسلوب الروس نموذجي في هجماتهم. ضربات مشتركة، من اتجاهات مختلفة، ومنهجية، تستهدف المباني السكنية العادية".
وأوضحت وكالة "أسوشييتد برس" أن الانفجارات أضاءت سماء العاصمة ليلًا خلال حالة التأهب الجوي التي استمرت لأكثر من تسع ساعات، وغطت سحب الدخان السماء بينما حلقت طائرات مسيرة في السماء.
روسيا تتبنى الهجوم وتتوعد باستمرار الهجمات
أكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، الهجوم وقالت إنها "نفذت ضربة تستهدف مؤسسات للمجمع العسكري-الصناعي وقواعد جوية في أوكرانيا" بصواريخ "كينغال" فرط الصوتية، مؤكدة أنها حققت أهدافها.
كما أعلنت الوزارة في نشرتها اليومية "تحرير بلدة نيلوبوفكا في دونيتسك"، وإسقاط مقاتلة "سو-27" أوكرانية.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا لا تزال "مهتمة" بمباحثات السلام لكنها ستواصل شنّ ضربات على أوكرانيا.
وفي حديث للصحفيين، أضاف: "القوات المسلحة الروسية تؤدي مهماتها، تواصل ضرب الأهداف العسكرية والمنشآت المرتبطة بها. في الوقت عينه، تبقى روسيا مهتمة بمواصلة عملية التفاوض. الهدف هو تحقيق أهدافنا بالوسائل السياسية والدبلوماسية".
غضب أوروبي من إصابة بعثة الاتحاد واستدعاء السفير الروسي
قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى أوكرانيا كاتارينا ماتيرنوفا إن مقر بعثة الاتحاد "تضرر بشدة جراء موجة الصدمة" الناجمة عن القصف "الضخم" للطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية التي أطلقتها روسيا على أوكرانيا خلال الليل.
أعلنت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس استدعاء مبعوث موسكو في بروكسل بعد تضرر مقر بعثة التكتل جراء ضربات روسية على كييف ليل الأربعاء الخميس.
وأفادت كالاس على منصة "إكس" بأنها تحدثت الى أفراد البعثة، وأكدت أن "عزمهم على مواصلة دعم أوكرانيا يمنحنا القوة. لا يجب أن تكون أي بعثة دبلوماسية هدفا". أضافت "ردا على ذلك، سنستدعي المبعوث الروسي في بروكسل".
في وقت سابق من صباح الخميس، قالت كالاس إن الهجوم الروسي الليلي كان "خيارًا متعمدًا للتصعيد والاستهزاء بجهود السلام".
اتهم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ"تخريب الآمال بتحقيق السلام" في أوكرانيا، بعد الهجوم الصاروخي الدامي على كييف ليل الأربعاء الخميس.
وقال ستارمر إن "بوتين يقتل الأطفال والمدنيين ويخرّب الآمال بتحقيق السلام. يجب أن يتوقف حمام الدم هذا"، مؤكدا أن الضربات أدت كذلك الى "تضرر" مبنى المجلس الثقافي البريطاني في العاصمة.
كما ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الترهيب والهمجية" اللذين تمارسهما روسيا في حق أوكرانيا.
وكتب ماكرون على منصة "إكس": "629 صاروخا وطائرة مسيّرة في ليلة واحدة على أوكرانيا: هذه هي إرادة السلام الروسية. ترهيب وهمجية"، مندداً بـ"أشد العبارات بهجمات لا معنى لها ووحشية بشكل بالغ".
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا إن الهجوم الروسي "استهدف دبلوماسيين، في انتهاك مباشر لاتفاقية فيينا".
زيلينسكي ينتقد روسيا
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في منشور على "إكس" عقب الهجوم: "روسيا تختار المقذوفات بدلاً من طاولة المفاوضات. نتوقع ردًا من كل من دعا للسلام في العالم، لكنه الآن غالبًا ما يلتزم الصمت بدلًا من اتخاذ مواقف مبدئية".
وأضاف: "إنها تختار مواصلة القتل بدلًا من إنهاء الحرب"، مشيراً إلى أن "رد روسيا أظهر للعالم على الدبلوماسية في ظل جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب".
أعلنت وزارة الدفاع الروسية يوم الخميس أنها أسقطت 102 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، معظمها في جنوب غرب البلاد. وأشعل هجوم بطائرة مسيرة حريقًا في مصفاة أفيبسكي النفطية في منطقة كراسنودار، بينما أُبلغ عن حريق ثانٍ في مصفاة نوفوكويبيشيفسك في منطقة سامارا.
ضربت طائرات مسيرة أوكرانية مرارًا مصافي النفط والبنية التحتية النفطية الأخرى في الأسابيع الأخيرة في محاولة لإضعاف اقتصاد الحرب الروسي، مما تسبب في نفاد محطات الوقود في بعض المناطق الروسية وارتفاع الأسعار.
تعثر الجهود الدبلوماسية
يُعد هجوم يوم الخميس أول هجوم روسي كبير مشترك بطائرات مسيرة وصواريخ يضرب كييف منذ لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا.
اتهم قادة غربيون بوتين بالتباطؤ في جهود السلام وتجنب المفاوضات الجادة بينما تتوغل القوات الروسية في عمق أوكرانيا. هذا الأسبوع، أقرّ قادة الجيش الأوكراني بأن القوات الروسية اقتحمت منطقة ثامنة في أوكرانيا سعيًا للسيطرة على المزيد من الأراضي.
يأمل زيلينسكي في فرض عقوبات أمريكية أشد صرامة لشل الاقتصاد الروسي إذا لم يُظهر بوتين جدية في إنهاء الحرب. وقد كرر هذه المطالب عقب هجوم يوم الخميس.
وقال زيلينسكي: "لقد تم بالفعل انتهاك جميع المواعيد النهائية، ودُمرت عشرات الفرص للدبلوماسية".
أبدى ترامب استياءه هذا الأسبوع من مماطلة بوتين في مناقشة مقترح أمريكي لإجراء محادثات سلام مباشرة مع زيلينسكي. وصرح ترامب يوم الجمعة بأنه يتوقع اتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية خلال أسبوعين إذا لم تُحدد مواعيد للمحادثات المباشرة.
كما انتقد ترامب الرئيس الأوكراني قائلاً: "زيلينسكي ليس بريئاً، ولا يتحرّك بشكل واضح نحو السلام"، مضيفاً: "سندرس العقوبات ضد روسيا، لكن لن نبدأ حربا عالمية ثالثة".
Today