بعد فقدان الملاحة الجوية لطائرة فون دير لاين قرب روسيا.. روما تُجهّز لحجب بيانات رحلات القادة

كشفت مصادر في وزارة الدفاع الإيطاليا أن الحكومة تدرس إمكانية إخفاء مسارات رحلاتها الجوية الرسمية، في أعقاب ادعاءات بوقوع تشويش على إشارة الأقمار الصناعية للطائرة التي كانت تقل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وكانت طائرة فون دير لاين، التي كانت في طريقها إلى بلغاريا يوم الأحد، قد فقدت أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية خلال الرحلة، ما أدى إلى تأخير وصولها إلى مدينة بلوفديف، ودفع الطائرة إلى الدوران فوق المطار لمدة ساعة تقريبًا قبل الهبوط.

وأثار الحادث نقاشًا بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول تعزيز أمن الرحلات الجوية للمسؤولين، في ظل تصاعد ملحوظ في حالات تشويش إشارات نظام تحديد المواقع (GPS) وتزويرها (Spoofing)، وهي تقنيات تُستخدم في الحروب الإلكترونية، منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، وازدياد حدتها خلال العام الماضي.

وبحسب المصادر التي نقلت عنها صحيفة "الغارديان"، فإن السلطات الإيطالية تدرس اتخاذ إجراءات تشمل تصنيف الرحلات الرسمية، وتقييد المعلومات المنشورة على الموقع الإلكتروني لمكتب رئيسة الوزراء، ومنع عرض مسارات الطائرات على منصات التتبع الجوي المتخصصة.

وكانت فكرة التصنيف قد طُرحت سابقًا من قبل وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروسيتو، في ظل تكرار حالات التدخل في أنظمة الملاحة بالقرب من المجال الجوي الروسي.

وفي أغسطس الماضي، أشار المكتب اللاتفي للاتصالات الإلكترونية إلى رصد ثلاث بؤر للتشويش على الحدود مع روسيا. وفي أبريل 2024، علّقت شركة طيران لاتفية رحلاتها إلى مدينة تارتو الإستونية مؤقتًا بسبب تداخلات في نظام الملاحة. كما تعرضت طائرة تقل وزير الدفاع البريطاني للتشويش على إشارتها القمرية أثناء تحليقها قرب مناطق روسية في مارس من العام نفسه.

ويُلزم مرسوم حكومي صادر عام 2011 بنشر بيانات تحركات الوزراء الإيطاليين، بما في ذلك الرحلات الجوية، على الموقع الرسمي للحكومة. لكن المصادر أشارت إلى أن إيطاليا قد تقرر قريبًا عدم نشر هذه المعلومات، مع الالتزام بالإجراءات الدبلوماسية اللازمة للتحليق عبر المجال الجوي للدول الأخرى.

وقد تم في فبراير الماضي إزالة طائرة رئيسة الوزراء الإيطالية من تطبيق "فلايت رادار"، أحد أكثر تطبيقات تتبع الطائرات استخدامًا، رغم بقائها مرئية على منصات مشابهة. وتدرس الأوساط الرسمية الآن توسيع نطاق الإجراءات لتشمل إخفاء رحلات رئيسة الوزراء وأعضاء الحكومة عن جميع منصات التتبع.

وقد وثّقت وكالة الأنباء الأمريكية "AP" نحو 80 حادثة من هذا النوع على خريطة تُظهر انتشار عمليات التشويش عبر أوروبا، وتُنسب إلى روسيا، ووصفها رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية بأنها "متهورة بشكل غير مسبوق".

ونفت روسيا مسؤوليتها عن حادثة طائرة فون دير لاين، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يوم الاثنين: "معلوماتكم غير صحيحة".

من جانبه، أكد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، يوم الثلاثاء، أنه يأخذ ظاهرة تشويش إشارات GPS على محمل الجد، مشيرًا إلى أن الحلف يعمل باستمرار على مواجهة هذه التهديدات ومنع تكرارها.