احتفال عيد النصر: عرض عسكري ضخم في بكين.. وترامب يتّهم شي وكيم وبوتين بـ "التآمر" ضدّ بلاده

ورغم مقاطعة القادة الغربيين للحدث الصيني الضخم، برز حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وهما اللذين يتجمعان بشكل ثلاثي للمرة الأولى مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
وأتى هذا الحدث، الذي صُمم لإبراز القوة العسكرية الصينية ونفوذها الدبلوماسي، في وقت تُسبب فيه التعريفات التجارية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وسياساته المتقلبة توترًا في علاقاتها مع حلفائها ومنافسيها على حد سواء.
العرض العسكري
استقل شي سيارة ليموزين مكشوفة، ثم تفقد القوات والمعدات العسكرية المتطورة المعروضة، مثل الصواريخ والدبابات والطائرات المسيرة.
حلّقت مروحيات تحمل لافتات كبيرة وطائرات مقاتلة في تشكيلات مُشكّلة خلال العرض الذي استمر 70 دقيقة، والذي اتسم بالرمزية والدعاية، والذي تُوّج بإطلاق 80 ألف حمامة سلام وبالونات ملونة.
ارتدى شي بدلةً على طراز تلك التي ارتداها الزعيم السابق ماو تسي تونغ، واستقبل في وقت سابق أكثر من 20 قائدًا على السجادة الحمراء، بمن فيهم الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الذي ظهر بشكل مفاجئ رغم الاحتجاجات الواسعة في بلاده.
وجلس شي بين بوتين وكيم، وبدأ محادثات متكررة مع الزعيمين في قاعة العرض، بينما كانت القوات والعتاد العسكري يُعرض أمامهما.
شي: السلام أو الحرب
وقال شي أمام حشد من أكثر من 50 ألف متفرج في ميدان تيانانمن: "اليوم، تواجه البشرية خيار السلام أو الحرب، الحوار أو المواجهة، الفوز للجميع أو الخسارة للجميع"، مضيفًا أن الشعب الصيني "يقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ وفي صف تقدم الحضارة الإنسانية".
وتابع: "سنتمسك بمسار التنمية السلمية، وسنعمل جنبًا إلى جنب مع شعوب جميع الدول لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
وقال: "لا يمكن ضمان الأمن المشترك إلا عندما تتعامل دول العالم مع بعضها البعض على قدم المساواة، وتعيش في وئام، وتدعم بعضها البعض".
وصف شي الحرب العالمية الثانية بأنها نقطة تحول رئيسية في "التجديد العظيم للأمة الصينية"، حيث تغلبت على ذل الغزو الياباني لتصبح قوة اقتصادية وجيوسياسية.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، كشف شي عن رؤيته لنظام عالمي جديد في قمة أمنية إقليمية، داعيًا إلى الوحدة ضد "الهيمنة وسياسات القوة"، في انتقاد مبطن لمنافسه عبر المحيط الهادئ.
انتقاد ترامب
قال ترامب في منشور على موقع "تروث سوشيال" مع انطلاق الفعالية: "أرجو منكم تقديم أحر التحيات لفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون، لأنكما تتآمران ضد الولايات المتحدة الأمريكية". كما سلط الضوء على دور الولايات المتحدة في مساعدة الصين على ضمان استقلالها من اليابان.
وأضاف ترامب أن "السؤال الأهم الذي يجب الإجابة عليه هو ما إذا كان الرئيس الصيني شي جينبينغ سيذكر الدعم الهائل والتضحيات التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للصين لمساعدتها في نيل حريتها من غزاة أجانب غير ودودين".
وتابع: "لقد لقي العديد من الأمريكيين حتفهم في سعي الصين نحو النصر والمجد، آمل أن يُكرموا ويُخلّد ذكراهم عن جدارة لشجاعتهم وتضحياتهم".
وكان ترامب قد صرح للصحفيين في وقت سابق بأنه لا يرى في العرض العسكري تحديًا للولايات المتحدة. ورفض كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية التعليق على العرض العسكري، مضيفًا أن أكبر اقتصادين في آسيا يبنيان "علاقات بناءة".
لقاء بوتين وكيم
بعد انتهاء العرض العسكري، استقل بوتين وكيم السيارة ذاتها وتوجها نحو مقرّ انعقاد لقاء ثنائي يجمعهما في بكين.
خلال الاجتماع، قال بوتين إنه سعيد بالحصول على فرصة لعقد اجتماع منفصل مع كيم جونج أون، كما أشار إلى "دور جيش جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في تحرير منطقة كورسك، بما يتوافق تمامًا مع الاتفاق المبرم بين البلدين".
وأكد بوتين في اجتماعه مع كيم أن "العلاقات بين روسيا وكوريا الديمقراطية تتميز بطابع خاص"، لافتاً إلى أن "روسيا لن تنسى أبدًا مشاركة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في مكافحة النازية الجديدة الحديثة".
وأضاف أنه سيناقش العلاقات الثنائية في جميع المجالات مع كيم جونغ أون خلال المحادثات، كما طلب من كيم "نقل أحر كلمات الامتنان إلى جميع أبناء شعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية".
من جانبه، أكد زعيم كوريا الشمالية أن هذه العلاقات تتطور في جميع الجوانب، وقال: "إذا استطاعت بيونغ يانغ مساعدة روسيا بأي شكل من الأشكال، فستفعل ذلك بالتأكيد، إنه واجب أخوي".
ظهور أول لكيم في حدث عالمي كبير
أصبح كيم، الذي ظهر لأول مرة في أول حدث متعدد الأطراف كبير له، أول كوري شمالي يحضر عرضًا عسكريًا صينيًا منذ 66 عامًا.
سافر إلى بكين برفقة ابنته جو آي، التي تعتبرها المخابرات الكورية الجنوبية خليفته المرجحة، على الرغم من أنها لم تُشاهد معه في العرض العسكري.
Today