وسط ضغوط أميركية.. حماس تجدد استعدادها لصفقة شاملة وإسرائيل تصف التصريحات بـ"الفارغة"

جدّدت حركة حماس، مساء الأربعاء، تأكيد استعدادها للتوصل إلى اتفاق شامل يتضمن إطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
وفي المقابل، رفض وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه التصريحات، واعتبراها "محاولة للتلاعب". وأكد مكتب نتنياهو أن الحرب لن تتوقف إلا بتحقيق أربعة شروط: إطلاق جميع الرهائن، نزع سلاح الحركة، تشكيل إدارة مدنية جديدة في قطاع غزة، وضمان السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وقال كاتس: "حماس تواصل الخداع وإطلاق كلمات فارغة، لكنها ستفهم قريبًا أن أمامها خيارين لا ثالث لهما: القبول بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وفي مقدمتها الإفراج عن جميع الرهائن ونزع السلاح، أو مواجهة مصير مشابه لمدن رفح وبيت حانون"، مضيفًا أن الجيش الإسرائيلي "جاهز بالكامل".
الجهود الأميركية
نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا "خلف الكواليس" لاستئناف محادثات صفقة الرهائن. وأضافت المصادر أن تصريحات حماس الأخيرة يمكن اعتبارها ردًا على مطالبة نتنياهو بالتوصل إلى اتفاق شامل، بما يعكس المواقف الافتتاحية للطرفين.
المواقف الداخلية والإقليمية
رئيس المعارضة يائير لابيد قال إن الحكومة الإسرائيلية "ليست ملزمة بقبول شروط حماس، لكنها مطالَبة بالعودة إلى المفاوضات فورًا ومحاولة التوصل إلى اتفاق، إذ لا يمكن التخلي عن السعي لإعادة الرهائن".
وفي السياق نفسه، أوضح الأكاديمي الفلسطيني - الأميركي بشارة بحبح، الذي يشارك في جهود الوساطة، أنه طرح على حماس مقترحًا يتضمن الإفراج عن جميع الرهائن، إلا أن الحركة شككت في مصداقيته. وأضاف في مقابلة مع قناة "العربية" أن "الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو لن يوافق على أي صفقة ما لم يتعرض لضغط أميركي كبير".
ترامب يطالب بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في منشور على منصته "تروث سوشيال"، يوم الأربعاء، حركة حماس إلى "الإفراج الفوري عن جميع الرهائن العشرين" الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة. وقال: "ليس 2 أو 5 أو 7! بل الجميع. إذا فعلوا ذلك، ستتغير الأمور بسرعة.. وسوف تنتهي".
الجدل حول عدد الرهائن
من اللافت أن ترامب ركّز في تصريحاته على الرهائن العشرين الأحياء فقط، متجاهلًا العدد الكلي البالغ 48 شخصًا ممن ما زالوا محتجزين أو قُتلوا خلال فترة الأسر. وفي رد مباشر على الرئيس الأميركي، قال "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" إن "هذا الكابوس لن ينتهي قبل أن تتم محاسبة مصير جميع الرهائن الـ48، سواء الأحياء أو الذين قُتلوا خلال 700 يوم من المعاناة". وطالب المنتدى ترامب ببذل كل الجهود الممكنة لضمان عودة جميع الرهائن إلى إسرائيل.
الموقف الإسرائيلي والأميركي من الصفقة الجزئية
سبق أن صرّح ترامب في 22 أغسطس بأن "عدد الرهائن الأحياء ربما أقل من 20". وفي السياق نفسه، أبلغ نتنياهو المجلس الوزاري الأمني أن الإدارة الأميركية تعارض أي صفقة جزئية. ونقل نتنياهو عن ترامب قوله: "انسوا الصفقات الجزئية. ادخلوا بكل قوة وأنهوا الأمر"، مشيرًا إلى أن "نافذة الشرعية الدولية محدودة، وأي توقف في القتال قد يضر بجهود تدمير حماس".
احتجاجات عائلات الرهائن
في موازاة ذلك، نظّمت عائلات الرهائن اعتصامًا رمزيًا أمام فرع السفارة الأميركية في تل أبيب يوم الثلاثاء، مطالبة واشنطن باستخدام نفوذها لإتمام اتفاق يضمن عودة ذويهم وإنهاء الحرب. وتضمّن العرض الرمزي طاولة كبيرة تحمل "اتفاقًا وهميًا لعودة الرهائن"، إلى جانب شهادة رمزية لجائزة نوبل للسلام وعملات معدنية تحمل صورة ترامب، في مشهد صُمم ليبدو كأنه مراسم توقيع رسمية، بهدف التأكيد على ما وصفوه بـ"فرصة تاريخية" أمام الرئيس الأميركي.
Today