بالونات محمّلة بالسجائر المهرّبة تشلّ حركة الطيران في ليتوانيا

أعلنت السلطات الليتوانية عن إغلاق مطار فيلنيوس لساعات يوم السبت، بعدما اخترقت بالونات كبيرة المجال الجوي للبلاد، وكانت محمّلة بسجائر مهرّبة قادمة من بيلاروسيا، ما تسبب في تعطل حركة الطيران وتأخر آلاف المسافرين.

ذكرت السلطات أن هذه البالونات  "وهي أجسام تُستخدم عادة في الأرصاد الجوية لحمل أجهزة تقيس درجة الحرارة والرطوبة والضغط الجوي" تم تعديلها واستخدامها من قبل المهربين لنقل البضائع غير المشروعة عبر الحدود.

وأوضحت أن اثنين من تلك البالونات حلّقا مباشرة فوق مطار فيلنيوس، ما اضطر إدارة المطار إلى إغلاق المجال الجوي مؤقتًا كإجراء احترازي.

وأدى الإغلاق إلى تعطل 30 رحلة جوية وتأثر نحو 6 آلاف مسافر.

ضبط آلاف علب السجائر

قال داريوس بوتا، المتحدث باسم المركز الوطني لإدارة الأزمات في ليتوانيا، إن الشرطة تمكنت من استعادة 11 بالونًا والعثور على نحو 18 ألف علبة سجائر مهربة في مواقع مختلفة داخل البلاد.

وأشار إلى أن هذه الطريقة في التهريب ليست جديدة، إذ يعتمدها المهربون لنقل البضائع من بيلاروسيا — الحليف المقرب من روسيا — إلى الأراضي الليتوانية.

وأضافت السلطات أن ما يصل إلى 25 بالونًا تم رصدها بين الساعة 8:45 مساء السبت و4:30 صباح الأحد، وهي أعداد تفوق المعدلات المعتادة.

ففي العام الماضي، تم اعتراض 966 بالونًا دخلت من بيلاروسيا، بينما سُجل حتى الآن 544 بالونًا فقط هذا العام.

ويأتي هذا الحادث في وقتٍ تشهد فيه أوروبا تصاعدًا في الحوادث الجوية الغامضة، من بينها مشاهدات لطائرات مسيّرة مجهولة المصدر في عدة دول، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى رفع مستوى التأهب الأمني.

اتهامات متبادلة مع موسكو

وقد اتهم قادة الاتحاد الأوروبي روسيا بالوقوف وراء بعض هذه الانتهاكات، خاصةً حادثة توغل طائرات بدون طيار في بولندا الشهر الماضي، وهو ما تنفيه موسكو.

وفي يوليو الماضي، عثرت ليتوانيا على طائرة مسيّرة روسية الصنع من طراز “جيربيرا” بعد دخولها أجواءها من بيلاروسيا، كما تم العثور على طائرة أخرى تحطمت داخل ميدان تدريب عسكري أواخر الشهر ذاته.

ورداً على تلك الحوادث، أعلنت ليتوانيا منطقة حظر جوي بطول 90 كيلومترًا بمحاذاة الحدود مع بيلاروسيا، تتيح لقواتها المسلحة التعامل الفوري مع أي طائرات أو أجسام مجهولة تخترق مجالها الجوي، بما في ذلك إسقاطها إذا لزم الأمر.

تقع العاصمة فيلنيوس على بعد 40 كيلومترًا فقط من الحدود البيلاروسية، ما يجعلها في منطقة حساسة تشهد توترًا أمنيًا متصاعدًا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وسط مخاوف أوروبية من توسع نطاق الانتهاكات الجوية في المنطقة.