رئيس الكونغرس اليهودي العالمي يدعو لإطلاق سراح البرغوثي.. وإسرائيل ترفض

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن رونالد لاودر، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي وواحد من أبرز القادة اليهود في الولايات المتحدة، سعى بشكل خاص لإقناع السلطات الإسرائيلية بإدراج الأسير الفلسطيني البارز مروان البرغوثي (66 عاما) ضمن قائمة الأسرى المقرر الإفراج عنهم مقابل 48 رهينة محتجزة في غزة.
ووفق المصادر، عرض لاودر السفر إلى شرم الشيخ حيث كانت تُستكمل المفاوضات النهائية للصفقة الأسبوع الماضي، من أجل تقديم حججه لدعم إدراج البرغوثي إلا أن الفكرة قوبلت بالرفض التام من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط معارضة واسعة من وزراء الحكومة الإسرائيليين.
"شخصية محورية في صفقة الأسرى"
يواجه، القيادي السابق في حركة فتح بالضفة الغربية مروان البرغوثي، خمسة أحكام مؤبدة منذ عام 2004 بتهم تتعلق بالتخطيط لهجمات خلال الانتفاضة الثانية التي أدت إلى مقتل خمسة إسرائيليين. ونفى الأسير التهم الموجهة إليه، مؤكدًا أنه أُجبر على الإدلاء باعترافات تحت الضغط، كما رفض محكمة إسرائيلية النظر في قضيته باعتباره عضوًا في برلمان السلطة الفلسطينية.
ورغم سجنه الطويل، يعتبره كثير من الفاعلين الإقليميين شخصية محورية، ويُطلق عليه أنصاره لقب "مانديلا فلسطين" لما يحظى به من شعبية واسعة بين مختلف الفصائل الفلسطينية، ويُنظر إليه كمرشح محتمل لخلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
رفض إسرائيلي قاطع
اقترح لاودر أن يتم الإفراج عن البرغوثي نحو المنفى خارج الأراضي الفلسطينية، على أن يتم تقديم ذلك كخطوة دبلوماسية لبعض الدول العربية الداعمة، كما اقترح فصل إطلاق سراحه عن صفقة الأسرى نفسها لتجنب العرقلة، إلا أن الجهود اصطدمت بمعارضة إسرائيلية شديدة، وهو ما عرقل أي فرصة لتنفيذ هذه المبادرة.
وأكدت المصادر أن مصر وقطر، الوسيطتان في محادثات صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار، طالبتا الولايات المتحدة بالتدخل لإقناع إسرائيل بالإفراج عن البرغوتي، إلا أن إدارة ترامب رفضت الانخراط المباشر في هذا الملف.
تأثير البرغوثي على المفاوضات
أشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن ملف البرغوثي يبقى محورياً في المفاوضات، فقد أدرج اسمه ضمن قائمة الأسرى الذين طالبت حماس بالإفراج عنهم، لكنه حُذف باستخدام حق النقض الإسرائيلي. وتُرجع مصادر عربية هذا الرفض إلى كل من المخاوف السياسية الداخلية في إسرائيل والشعبية الكبيرة له كقيادي فلسطيني مؤثر.
ويظل الأسير البرغوثي، رغم سنوات سجنه الطويلة ووضعه في عزلة، شخصية ذات وزن سياسي محلي وإقليمي، حيث يمثل ملفه تحديًا دبلوماسيًا أمام إسرائيل والوسطاء الدوليين في سياق صفقة الأسرى ووقف التصعيد العسكري في غزة.
Today