مأساة جديدة في غزة.. جثثٌ من إسرائيل بلا هوية والصحة تعجز عن كشف وجوه أصحابها

يواجه مسؤولو الصحة في قطاع غزة تحديًا إنسانيًّا صعبًا في التعرّف على هويات الفلسطينيين الذين أعادتهم إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري في القطاع، وذلك في ظل غياب الإمكانيات التقنية الأساسية.
فقد قام فريق طبي في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، يوم الخميس، بتفريغ العشرات من أكياس الجثث البيضاء التي وصلت حديثًا.
وبحسب مسؤولين محليين في المستشفى، بلغ عدد الجثث التي تم تسليمها خلال الأيام الثلاثة الماضية 120 جثة، بوساطة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي سهّلت عملية تبادل الجثث.
ويؤكد الدكتور محمد زقوت، رئيس مستشفيات غزة، أن الفرق الطبية تمكّنت حتى الآن من التعرّف على أربع جثث فقط، مشيرًا إلى أن السلطات الصحية في الأراضي المحاصرة لا تمتلك وسائل مثل اختبارات الحمض النووي أو التقنيات المتطورة التي استخدمتها إسرائيل سابقًا للتعرّف على رفات الرهائن الإسرائيليين الذين قُتلوا في هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أشعل الحرب الحالية.
وأشار زقوت إلى أن بعض الجثث تحمل آثارًا تثير تساؤلات حول ظروف الوفاة، إذ "يبدو أن معصمي بعض الضحايا كانا مقيدَين بإحكام"، ما قد يوحي بأن هؤلاء الأفراد لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز الإسرائيلي. لكنه أقرّ في الوقت نفسه بأن بعض الجثث قد تكون لأشخاص قُتلوا في المعارك أو جرّاء الضربات الإسرائيلية.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه "يتصرّف وفقًا للقانون المحلي والدولي"، و"يرفض تمامًا الادعاءات المتعلقة بالإساءة المنهجية للمعتقلين".
ويُشار إلى أن كلا الجانبين — الإسرائيلي والفلسطيني — يحتفظ بجثث خصومه لأغراض تبادل، في إطار صفقات تتم بين الحين والآخر، ومنها الصفقة الحالية التي تجري في ظل وقف إطلاق النار.
Today