مؤتمر "مستقبل الأقليات في الشرق الأوسط" يجمع ممثلين عن جماعات إقليمية في تل أبيب
اجتمع ممثلون عن جماعات الأقليات من مختلف أنحاء الشرق الأوسط في تل أبيب يوم الثلاثاء 28 تشرين الأول/أكتوبر في مؤتمر حمل عنوان "مستقبل الأقليات في الشرق الأوسط"، في حدث وُصف بأنه الأول من نوعه في المنطقة، برعاية وإشراف المتخصص في شؤون الشرق الأوسط اللبناني-الإسرائيلي إيدي كوهين .
المؤتمر جمع شخصيات من الطوائف العلوية والدروز والأكراد والآشوريين والإيزيديين، وهدف إلى مناقشة قضايا الهوية والاضطهاد وسبل تعزيز التواصل بين الأقليات، في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات سياسية وأمنية عميقة.
منصة حوار تتجاوز الحدود
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، رغم التحديات الأمنية وصعوبات السفر التي منعت بعض المشاركين من الحضور شخصيًا، مثل الشيخ الدرزي مروان كيوان من مدينة السويداء في جنوب سوريا، إلا أن المؤتمر شكّل مساحة حوار نادرة بين ممثلي الأقليات في المنطقة.
كيوان الذي شارك عبر الفيديو قال إن "آفة الإرهاب الإسلامي انتشرت كالسرطان في قرى جنوب سوريا" ودعا إلى "التحرر الكامل من الكيان السوري الإرهابي ومحاسبة النظام على الجرائم التي ارتكبها بحق المدنيين"، على حد تعبيره.
من جهته، رأى كوهين أن المؤتمر "ليس لقاءً أكاديميًا فحسب، بل مبادرة إنسانية تهدف إلى ربط الأقليات ببعضها البعض، ومدّ الجسور مع إسرائيل باعتبارها حليفًا طبيعيًا وشريكًا في مستقبل مشترك".
رسائل دعم وشراكة من ممثلي الأقليات
عبّر المتحدثون عن قناعة مشتركة بأن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحققا من دون الاعتراف بحقوق الأقليات وإنهاء التمييز ضدها. وقال الناشط الكردي آلان والي المقيم في ألمانيا إن "أعداء إسرائيل هم أنفسهم أعداء الأكراد، وأمن إسرائيل هو أمننا" مؤكدًا أن "السلام مع إسرائيل متجذر في التاريخ والعلاقات القديمة بين الشعبين".
كما شارك في المؤتمر ممثلون عن الأقليات داخل إسرائيل من بينهم رئيس مجلس عين قنية المحلي وائل مغربي الذي أشار إلى تزايد عدد الدروز الراغبين في الحصول على الجنسية الإسرائيلية لتصل نسبتهم اليوم إلى أكثر من 20 بالمئة من سكان الجولان.
توصيات المؤتمر: خارطة طريق جديدة للأقليات
نشر إيدي كوهين على منصة إكس التوصيات النهائية للمؤتمر ووصفها بأنها خطوة عملية نحو بناء شبكة تواصل إقليمية متكاملة للأقليات في الشرق الأوسط. التوصيات شملت تأسيس مكتب ارتباط إقليمي افتراضي يضم شخصيات سياسية وناشطين من سوريا والعراق ولبنان وإسرائيل بتمويل ذاتي لتنسيق الجهود ومتابعة التطورات المتعلقة بحقوق الأقليات.
كما أوصى باعتماد شركة قانونية إسرائيلية تُعد تقارير شهرية تُرفع إلى مكتب رئيس الوزراء ولجنة الأمن في الكنيست ووزارة الخارجية مع إمكانية إصدار تقارير عاجلة عند الضرورة.
ودعا إلى إنشاء منصة إعلامية رسمية تصدر نشرة نصف شهرية حول أوضاع الأقليات وتعمل على بناء شراكات مهنية مع المؤسسات الصحافية الكبرى لتعزيز الشفافية والمساءلة. وتضمنت التوصيات أيضًا إطلاق صندوق شكاوى خاص لتلقي المظالم الفردية والجماعية من أبناء الأقليات مع ضمان السرية التامة وحماية البيانات.
كما شدد المؤتمر على ضرورة محاربة جميع أشكال التطرف الأيديولوجي والديني والسياسي بما في ذلك تنظيمات مثل داعش وجبهة النصرة وهيئة تحرير الشام لما تمثله من خطر على الحريات الدينية وحقوق الأقليات.
وختم كوهين بأن المؤتمر يؤكد دعم حق مكونات المنطقة في تقرير مصيرها بحرية ضمن الأطر القانونية والدولية وبناء أنظمة حكم محلية تراعي الخصوصيات الدينية والثقافية والفكرية وتشكل رافعة للتنمية والعدالة والمواطنة المتساوية.
نحو رؤية مشتركة
اختُتم المؤتمر بالتشديد على أن مستقبل الشرق الأوسط لا يمكن أن يُبنى على الإقصاء أو الكراهية بل على احترام التنوع والاعتراف بالآخر معتبرين أن الدفاع عن حقوق الأقليات هو دفاع عن الإنسان أولًا وعن استقرار المنطقة بأكملها.
Today