"يتحمل واجبا قانونيا بوقف الإبادة الجماعية في غزة".. غريتا ثونبرغ توجه رسالة لرئيس الوزراء البريطاني

وقالت الناشطة البيئية السويدية، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن هناك "غيابًا كبيرًا لمن تقع على عاتقهم مسؤولية التدخل" بموجب القانون الدولي، مضيفة: "الكلمات التي سنستخدمها لوصف من يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ، ويدعمون أو يرتكبون جرائم حرب، لم تُكتب لهم هذه الكلمات بعد، وهذه الإهانات لم تُكتب لهم بعد، لكننا سنستخدمها تجاه أشخاص مثل ستامر".

الناس يستيقظون

وأضافت أن الناس في جميع أنحاء العالم "يستيقظون" على ما يحدث للشعب الفلسطيني ويرفضون "مشاهدة إبادة جماعية تُبث مباشرة".

وتابعت: "لقد رأينا مدنيين في جميع أنحاء العالم يتقدمون، لكن هناك غيابًا كبيرًا لمن تقع على عاتقهم مسؤولية قانونية"، مضيفة: "على هذه الحكومات، هؤلاء الأشخاص في السلطة، واجب قانوني بالتحرك لمنع الإبادة الجماعية وعدم دعم نظام الفصل العنصري".

رفض مكتب رئاسة الوزراء البريطاني تأكيد ما إذا كان ستارمر ينوي مقابلة هرتسوغ.

أسطول الصمود

انضمت ثونبرغ إلى مئات النشطاء الذين يشكلون أسطول الصمود العالمي في مهمة لمساعدة الفلسطينيين في غزة بكسر الحصار والحصول على مساعدات.

هذه هي مهمة الإغاثة الثانية التي تنضم إليها، بعد احتجازها من المياه الدولية مع بقية طاقم سفينة مادلين، المكون من 12 فردًا، من قبل السلطات الإسرائيلية في يونيو/ حزيران، قبل يوم واحد تقريبًا من موعد وصولهم إلى غزة.

يهدف هذا الأسطول، وهو جزء من تحالف أسطول الحرية، الذي يُرسل قوارب إغاثة إلى القطاع منذ عام 2008، إلى إيصال مواد مثل الطرود الغذائية وحليب الأطفال والإمدادات الطبية، بالإضافة إلى لفت انتباه الرأي العام إلى غزة، حيث قُتل ما لا يقل عن 63,633 فلسطينيًا على يد إسرائيل منذ بدء الحرب.

قالت ياسمين أكار، الناشطة الألمانية التي كانت على متن سفينة مادلين مع ثونبرغ وتشارك في المهمة الحالية: "قد يعتبر الكثيرون حول العالم هذه مهمة انتحارية وأننا ذاهبون إلى بطن الوحش، وهذا صحيح. نحن نرى ما يفعلونه بالفلسطينيين. لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح هو: لماذا نخشى على حياتنا بينما لا نحمل سوى المساعدات الإنسانية لشعب يتضور جوعًا، مجاعة من صنع الإنسان تدعمها حكومات ودول كثيرة حول العالم؟".

احتمالية القتل

وأقرت ثونبرغ باحتمالية قتلهم، قائلةً إن إسرائيل مُنحت سلطة التصرف بشكل غير قانوني لعدم وجود أي عواقب من المجتمع الدولي.

وقالت: "إذا بنينا منطقنا على القانون الدولي والمنطق السليم، وحتى على أبسط القيم الإنسانية، فلن يكون هناك أي سبب على الإطلاق لمهاجمة إسرائيل لنا. ولكننا رأينا مرة أخرى أن إسرائيل تعتبر نفسها مستثناة من القانون الدولي، وأن العالم يسمح لها إلى حد كبير بالتصرف كما تشاء دون أي عواقب وخيمة".

قال تياغو أفيلا، الناشط البرازيلي الذي كان على متن سفينة مادلين وأحد أفراد أسطول الحرية الحالي، إن المهمات لم تكن أكثر أمانًا، لكن أعين المجتمع الدولي هي التي كانت تمنعهم من القتل. وأضاف: "السبب الذي يدفعنا إلى طلب مشاركة المهمة هو أنها تُبرزنا، ليس لأن إسرائيل لا تريد قتلنا - بل لأنها تريد أن تفعل بنا ما تفعله بالفلسطينيين - بل لأنها لا تستطيع تحمل التكلفة السياسية لذلك".

قالت ثونبرغ، التي أصبحت في عام 2019 أصغر شخصية في مجلة تايم وتم ترشيحها خمس مرات لجائزة نوبل للسلام لنشاطها المناخي: "نرى الآن أن العالم يُولي اهتمامًا لهذه المهمة لأننا نُدرك مدى الإلحاح الذي يواجهونه في غزة، ولكن العالم أيضًا سئم من رؤية الأطفال يموتون جوعًا، وسئم من رؤية المستشفيات تُقصف، والملاجئ تُقصف، والمدارس تُقصف، والمنازل تُقصف".

وأضافت: "أعتقد أنه كان واضحًا جدًا في أقوال وأفعال الناس في جميع أنحاء العالم أن هناك دعمًا عالميًا لهذه الحركة. نعلم أن العالم لا يساند مجرمي الحرب. ونعلم أنه مع كل يوم نشاهد فيه المزيد من اللقطات من غزة، نرى الصحفيين الشجعان الذين يخاطرون بحياتهم لتغطية الفظائع التي تحدث. لقد بدأ الناس يستيقظون".

وقالت ثونبرغ إن بعض الناس لم يكونوا على علم بما يحدث في غزة سابقًا، لكن "لم يعد لدينا امتياز القول إننا لم نكن على علم لأننا نشهد هذا الأمر يخرج من غزة كل يوم، أطفالًا يتضورون جوعًا، وآباء يبحثون عن أشلاء أطفالهم المفقودة تحت الأنقاض".

وأضافت: "أي شخص لديه ذرة من الإنسانية والمنطق السليم يستطيع أن يرى أنه لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لأي من هذا، مهما كانت الحجج الملفقة السخيفة التي تستخدمها إسرائيل".

تأجيل الإطلاق

أعلنت هيئة "أسطول الصّمود العالمي"، تأجيل موعد إبحار ​أسطول المساعدات​ المتّجه من ​تونس​ إلى ​قطاع غزة​، "من اليوم الأحد 7 سبتمبر/ أيلول 2025 إلى يوم الأربعاء 10 سبتمبر/ أيلول، وذلك لأسباب تقنيّة ولوجستيّة خارجة عن إرادتنا".

وأوضحت أنّه يُفترض أن ينضمّ القسم المغاربي من "أسطول الصّمود" إلى السّفن والمراكب المتجّهة إلى غزة، الّتي انطلقت من إسبانيا وإيطاليا، بهدف "فتح ممرّ إنساني، ووضع حدّ لإبادة الشعب الفلسطيني المتواصلة في غزّة".

وسبق أن أُرجئ موعد إبحار الأسطول المحمّل مساعدات إنسانيّة والّذي يقلّ مئات النّاشطين المؤيّدين للفلسطينيّين، خصوصًا بسبب رداءة الأحوال الجوّيّة.

ويتوقّع أن يصل الأسطول إلى غزّة في منتصف أيلول الحالي، ويأتي تحرّكه بعدما منعت إسرائيل محاولتَين للنّاشطين في هذه المبادرة، لتوصيل مساعدات بحرًا إلى القطاع الفلسطيني في يونيو/ حزيران ويوليو/ تمّوز الماضيَين.