لا تسخر... قد تقع في حب ذكاء اصطناعي دون أن تدري!

وفقًا لما نشره موقع New Scientist، فإن العلاقات التي تنشأ بين البشر وروبوتات الدردشة لم تعد مجرد استثناءات، بل تعكس ظاهرة آخذة في التوسع. فبعد عقود من التفاعل غير الواعي مع الآلات، يجد بعض الأشخاص أنفسهم ينساقون عاطفيًا نحو ذكاء اصطناعي يتفاعل معهم دون شروط أو أحكام.
ولم يعد التعلّق العاطفي بالذكاء الاصطناعي أمرًا استثنائيًا كما كان في السابق. من طلبات زواج موجهة إلى ChatGPT، إلى مستخدمات يمضين ساعات طويلة في حوارات مع شركاء افتراضيين، تملأ هذه الروايات منصات التواصل الاجتماعي والصحافة.
وإنّ السخرية من هذا السلوك أو تشخيصه على الفور كحالة اضطراب نفسي يغفل عن هشاشة الإنسان النفسية وقدرته على خلق روابط حتى مع كيانات غير حقيقية.
من ELIZA إلى ChatGPT
منذ ستينيات القرن الماضي، أظهرت برامج مثل ELIZA وهو أول روبوت دردشة، أن الإنسان قابل لتكوين علاقات عاطفية حتى مع أداة تفاعلية مبرمجة على الردود. ومع تطور النماذج الحديثة مثل ChatGPT، تعمّقت هذه الظاهرة: البعض يشعر بالفقد عندما تُحذف محادثاتهم، وآخرون يتحدثون عن "زواج" من مساعدين افتراضيين.
الوحدة المتزايدة وانتشار تطبيقات المحادثة عزّزا هذه التفاعلات. في بريطانيا مثلًا، يقول 7% من السكان إنهم يشعرون بالوحدة غالبًا أو دائمًا. وفي مواجهة هذا الشعور، يصبح التواصل مع ذكاء اصطناعي يبدو منصتًا ومتفهّمًا، وإن كان مبرمجًا، خيارًا مغريًا. وتفيد منصات مثل Replika بأن غالبية مستخدميها الذين يدفعون اشتراكات تربطهم علاقات رومانسية بذكائهم الاصطناعي.
وفي موازاة ذلك، ساهم انتشار اللقاءات العاطفية عبر الإنترنت في طمس الحدود بين الإنسان والآلة. وتشير الأرقام إلى أن 10% من الأشخاص المغايرين جنسيًا و24% من الأشخاص من مجتمع الميم يلتقون شركاءهم عبر الشاشات، ما يجعل من السهل نفسيًا قبول فكرة التعلق بكائن غير بشري.
وقد أكّدت دراسات نفسية متعددة، تعود إلى تسعينيات القرن الماضي، أن الدماغ البشري يتفاعل اجتماعيًا مع الآلات حتى عند إدراكه أنها ليست بشرًا. وانطلاقًا من هذا الواقع، فإن الوقوع في حب روبوت محادثة أشبه بردّ فعل نفسي تلقائي.
ولكن رغم ما يقدّمه الذكاء الاصطناعي من استجابات ذكية ودقيقة، فإنها لا تملك القدرة على إشباع كامل احتياجات الإنسان العاطفية. فالدراسة الأطول في التاريخ حول السعادة الإنسانية خلصت إلى نتيجة حاسمة: العلاقات الواقعية وحدها من تمنحنا الصحة والرفاه.
Yesterday