مرض يمكن احتواؤه.. منظمة الصحة العالمية تحذر من تفاقم وباء الكوليرا عالميًا

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم انتشار وباء الكوليرا على مستوى العالم، مؤكدة أن العام الحالي شهد ارتفاعًا حادًا في الإصابات في 31 دولة، مع تسجيل أكثر من 400 ألف حالة جديدة منذ مطلع السنة.
,أوضحت المنظمة في بيان صدر يوم الجمعة 29 آب/أغسطس أن عدد الحالات الموثقة بلغ نحو 409,222 إصابة و4,738 وفاة في الفترة الممتدة بين بداية كانون الثاني/يناير و17 آب/أغسطس.
ورغم أن العدد الإجمالي للإصابات تراجع بنسبة 20% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فإن نسبة الوفيات ارتفعت بشكل مقلق وصل إلى نحو 46%، ما يعكس ضعف الاستجابة الصحية في كثير من المناطق.
عوامل انتشار
أشارت المنظمة إلى أن الصراعات المستمرة، والنزوح الجماعي، والكوارث الطبيعية، والتغير المناخي، كلها عوامل أساسية غذّت انتشار المرض.
وأكدت أن المناطق الريفية والمناطق التي اجتاحتها الفيضانات هي الأكثر عرضة، إذ تعاني من ضعف البنية التحتية وغياب أنظمة صرف صحي فعالة، إضافة إلى محدودية الوصول إلى الرعاية الطبية، ما يؤدي إلى تأخر العلاج وارتفاع معدلات الوفاة.
وشددت منظمة الصحة العالمية على أن معدل الوفيات في ست دول تجاوز 1%، وهو مؤشر على وجود ثغرات خطيرة في إدارة الحالات وصعوبات كبيرة في إيصال العلاج في الوقت المناسب. ولفتت إلى أن خطر انتشار المرض داخل الدول لا يزال مرتفعًا للغاية، بالنظر إلى حجم وشدة وتشابك موجات الوباء الحالية.
بؤر جديدة: الكونغو وتشاد والسودان في الصدارة
بيّنت المنظمة أن الكوليرا ظهرت في دول لم تسجل أعدادًا كبيرة من الحالات منذ سنوات، مثل جمهورية الكونغو وتشاد، حيث وصلت معدلات الوفيات إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 7.7% و6.8% على التوالي. وفي المقابل، تبقى السودان الأكثر تضررًا عالميًا، مع تسجيل أكثر من 2,400 وفاة في 17 من أصل 18 ولاية خلال الأشهر الماضية، ما يجعلها بؤرة رئيسية للمرض هذا العام.
والأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الصحة في تشاد، وفاة 68 شخصاً بالكوليرا منذ الإعلان عن تفشّي الوباء في مخيّم للاجئين السودانيين في أواخر يوليو/تموز الماضي. والخميس الماضي، قال مسؤولون محليون إن تفشي الكوليرا في ولاية زامفارا شمال غربي نيجيريا، أودى بحياة ثمانية، وأصاب أكثر من 200 في 11 منطقة.
ذكّرت منظمة الصحة العالمية بأن الكوليرا مرض معدٍ يصاحبه إسهال حاد ناجم عن تناول مياه أو أطعمة ملوثة ببكتيريا الضمة الكوليرية. ورغم خطورته، يمكن علاجه بسهولة من خلال إعادة ترطيب المرضى وتعويض السوائل، إلا أن الإهمال أو تأخر العلاج قد يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات قليلة.
Yesterday