جامعة سويدية تختبر تأثير مادة في "الفطر السحري" على مرضى فقدان الشهية العصبي

يستعد باحثون في جامعة لوند السويدية لاختبار مادة السيليوسيبين، ذات التأثيرات الهلوسية، المستخلصة من نوع من الفطر المعروف بـ"الفطر السحري"، على مرضى فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa).
ستشمل الدراسة 40 مريضًا تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عامًا، ممن تلقوا رعاية نفسية سابقًا ومرّوا على الأقل بنوبة انتكاس واحدة. وسيتم إعطاؤهم السيليوسيبين في مناسبتين منفصلتين تحت إشراف الطاقم الطبي، على أن تنتهي الدراسة في عام 2027.
ما هي هذه المادة؟
تُعد مادة السيليوسيبين شديدة الحساسية، ويخضع استعمالها لرقابة صارمة في العديد من البلدان. وفي السويد يُسمح باللجوء إليها لأغراض البحث العلمي، وهي موجودة في نوع من الفطر يُسمى الفطر السحري، يشيع نموه في أستراليا، ومعروف أيضًا بأسماء مثل Golden Tops وBlue Meanies وLiberty Caps.
تأثيرات الفطر السحري
يتسبب تناول هذا النوع من الفطر في أعراض قوية تشمل النشوة والشعور بالراحة، وتغييرات في الوعي والمزاج والفكر والإدراك، وتوسع حدقة العين، بالإضافة إلى الهلوسة البصرية والسمعية، واضطرابات في المعدة وغثيان، وصداع، وسرعة أو عدم انتظام ضربات القلب، وارتفاع درجة حرارة الجسم مع تنفس سريع، وقد يصل الأمر إلى القيء، واحمرار الوجه، والتعرق أو القشعريرة، وقد تكون هذه الأعراض شديدة في بعض الحالات، وتسبب الموت.
ويمكن لمادة السيليوسيبين، أن تُصنّع على شكل مسحوق بلوري أبيض أو تحوّل إلى أقراص أو كبسولات للاستخدام البحثي، وكان قد ثبت أن لها نتائج إيجابية لدى مرضى الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) الذين تناولوها.
أما هذه المرة، فيهدف الباحثون إلى اختبار فرضية تشير إلى أن السيليوسيبين قد يؤثر على المرونة المشبكية في الدماغ، مما يساعد على تغيير أنماط التفكير والسلوك، وبالتالي يمكن أن يساعد المرضى الذين يعانون من فقدان الشهية أيضًا. وتشير النتائج المتوقعة إلى أن تأثيرات المادة قد تدوم حتى ثماني ساعات، مع خضوع المرضى أيضًا لعلاجات تقليدية إضافية.
اضطراب فقدان الشهية
يُعد فقدان الشهية العصبي مرضًا نفسيًا خطيرًا، ويُعتبر من أكثر التشخيصات النفسية خطرًا على الحياة، ولا يوجد حاليًا علاج دوائي معتمد له.
غالبًا ما يعاني المرضى المصابون بفقدان الشهية من خوف شديد من زيادة الوزن، ويميلون إلى الاعتقاد بأن وزنهم زائد حتى لو كانوا فعليًا نحيفين، ما يدفعهم للاهتمام المبالغ فيه بنوعية وكمية الطعام التي يتناولونها، إلى حد يهدد حياتهم.
ويسبب هذا الاضطراب أيضًا تغييرات في الدماغ نتيجة سوء التغذية، والتي تؤثر على الجسم وتضعفه، مما يحد من قدرة الشخص على أداء مهامه اليومية بشكل جيد.
Today