خلال خمس سنوات.. المخدرات ترفع نسبة وفيات الإصابات العرضية في أميركا بنحو 60 بالمئة

أظهرت دراسة حديثة أن عدد الوفيات الناتجة عن الإصابات العرضية المرتبطة بالمخدرات في الولايات المتحدة ارتفع بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الماضية، مسجلاً زيادة تقارب 60%، بحسب ما أعلنته الكلية الأمريكية للجراحين.

وقالت كريستا إل. هاينز، أستاذة مساعدة في جراحة الإصابات الحرجة والجراحة العاجلة في مركز دوك الطبي بجامعة دوك في نورث كارولاينا، والمشاركة في الدراسة: "استخدام المخدرات أصبح يساهم الآن في المزيد من الوفيات الناتجة عن الإصابات العرضية، خاصة بين البالغين في منتصف العمر.. هذا الواقع يفرض علينا إعادة التفكير في استراتيجيات الوقاية من الإصابات وكيفية التعامل معها في المستشفيات".

وأضافت: "الاستجابة الطبية للإصابات تصبح أكثر تعقيدًا عند تورط المخدرات، ما يجعل إنعاش المرضى أكثر صعوبة. لذلك، من الضروري أخذ استخدام المخدرات بعين الاعتبار عند علاج الإصابات العرضية".

منهجية الدراسة

في هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها، حلّل الباحثون دور المخدرات في الإصابات العرضية باستخدام بيانات من قاعدة CDC WONDER الوطنية التي تجمع شهادات الوفيات من جميع الولايات الأمريكية، للفترة من 2018 إلى 2023.

وشملت الدراسة استخدام الأفيونات، المخدرات الترفيهية، والأدوية الموصوفة، مع استبعاد الوفيات الناتجة عن الكحول، بهدف التركيز على المواد التي لم تُرتبط تقليديًا بحوادث الإصابات العرضية.

أبرز النتائج

أظهرت نتائج الدراسة أن إجمالي الوفيات الناجمة عن الإصابات العرضية في الولايات المتحدة بلغ 534 ألف حالة خلال الفترة محل الدراسة. وكشفت الأرقام عن ارتفاع حاد في نسبة الوفيات المرتبطة بتعاطي المخدرات، حيث صعدت من 19.5% عام 2018 إلى 30.8% عام 2023.

وأوضحت البيانات أن الفئة العمرية بين 35 و44 عامًا كانت الأكثر تضررًا، إذ شكّلت نحو نصف الوفيات (51.4%) الناتجة عن المخدرات.

كما سجلت معدلات الوفاة بين المرضى السود النسبة الأعلى، بواقع 34.9% من مجموع الوفيات خلال السنوات الخمس.

وبيّنت الدراسة أنه بعد تعديل الفروق العمرية، تبيّن أن معدلات وفاة الرجال كانت ضعف معدلات النساء (38.4% مقابل 15.6%)، ما يعكس الفجوة الواضحة في التأثيرات المرتبطة بتعاطي المخدرات.

انعكاسات على الصحة العامة

قالت كريستينا شين، طالبة الطب في كلية جورجيا الطبية والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "من المدهش مدى تأثير المخدرات على الوفيات الناتجة عن الإصابات العرضية، حيث ارتفعت بنسبة تقارب 60% خلال خمس سنوات فقط."، مضيفة :"هذا يشير إلى أن استخدام المخدرات يعيد تشكيل نمط هذه الوفيات، ويجب أن تشمل جهود الصحة العامة ليس فقط مكافحة الجرعات الزائدة، بل أيضاً التعامل مع الدور المتزايد للمخدرات في الإصابات العرضية".

وأضافت شين أن الدراسة لا تهدف إلى وصم مستخدمي المخدرات، بل إلى فهم العلاقة السببية لتطوير أساليب علاج أفضل، خاصة وأن نصف الأمريكيين يتناولون على الأقل دواءً واحدًا، ويستخدم واحد من كل خمسة أمريكيين أكثر من دواء، سواء لأغراض طبية أو ترفيهية.

وأشارت الدراسة إلى أن اعتماد البيانات على شهادات الوفيات يمثل أحد قيود الدراسة، إلا أن الباحثين يخططون لإجراء أبحاث أعمق لتحليل أسباب الزيادة.