لا علاقة له بمستوى الغلوكوز في الدم.. ما لا تعرفه عن داء "السكري الكاذب"

يشترك النوعان في عارض واحد هو التبوّل المفرط، ففي داء السكري المعروف (Diabetes Mellitus)، يؤدي نقص الإنسولين أو عدم فعاليته إلى تراكم السكر في الدم، ما يدفع الجسم إلى التخلص منه عبر البول، فيسحب الماء معه. لذلك يلاحظ المصابون حاجتهم المتكررة.
أما بالنسبة لداء السكري الكاذب، فالأمر مختلف تمامًا. هنا تكمن المشكلة في هرمون يُسمّى الأرجنين فازوبرسين (AVP)، أو الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH)، وهو المسؤول عن تنظيم احتفاظ الجسم بالماء.
ويُفرز الهرمون من الغدة النخامية في قاعدة الجمجمة ليعمل كنظامٍ لحفظ المياه، وعندما يختل هذا النظام، تفقد الكليتان قدرتهما على الاحتفاظ بالسوائل، فيعاني المريض من عطش دائم وجفاف مزمن، بغضّ النظر عن كمية الماء التي يشربها.
الأسباب بين الدماغ والوراثة
غالبًا ما يكون سبب الإصابة بالسكري الكاذب هو نقص إنتاج AVP. يتكون الهرمون في منطقة تحت المهاد (Hypothalamus) قبل انتقاله إلى الغدة النخامية، وقد تتسبب إصابات الرأس أو الأورام أو العمليات الجراحية في تعطيل هذه العملية الدقيقة، إضافة إلى عوامل وراثية أو التهابات عصبية مثل الزهري والسل. وفي بعض الحالات، يبقى السبب مجهولًا.
أثناء الحمل، قد يظهر نوع خاص يُعرف بـ"السكري الكاذب الحملي"، إذ تفرز المشيمة إنزيمًا يقوم بتفكيك هرمون AVP قبل أن يؤدي وظيفته، وغالبًا ما يختفي بعد الولادة.
أما العلاج في حالات نقص الهرمون فيكون باستخدام الديزموبريسين (Desmopressin)، وهو بديل صناعي يعيد للجسم قدرته على الاحتفاظ بالماء، ويتوافر على شكل أقراص أو بخاخ أنفي أو حقن.
ولكن تكمن المشكلة في بعض الحالات داخل الكليتين نفسيهما، إذ تفشلان في الاستجابة لهرمون AVP، وهو ما يُعرف بـالسكري الكاذب الكلوي.
وقد يكون هذا الاضطراب خلقيًا منذ الولادة أو مكتسبًا نتيجة تلف الكلى بسبب اختلال الأملاح أو استخدام أدوية مثل الليثيوم المستخدم في علاج الاضطراب ثنائي القطب، ما يعل العلاج أكثر تعقيدًا، ويشمل أدوية مختلفة مع الحرص على الترطيب المستمر.
Today