مضاعفة الرسوم الأوروبية على الصلب الأمريكي تهدد الشركات البريطانية بالانهيار

أعلن الاتحاد الأوروبي مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب الأمريكية لتصل إلى 50٪، في خطوة وصفها قادة الصناعة بأنها “تهديد وجودي” لصناعة الصلب في المملكة المتحدة.
وتشير البيانات إلى أن نحو 80٪ من الصادرات البريطانية تتجه إلى دول الاتحاد الأوروبي، مما يجعل القطاع يواجه أكبر أزمة في تاريخه، خاصة بعد الرسوم الأمريكية السابقة البالغة 25٪ التي فرضها الرئيس دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام.
قدمت المفوضية الأوروبية خطة تهدف إلى خفض الحصة المعفاة من الرسوم الجمركية وفرض إلزام على الموردين الأجانب بالإفصاح عن مكان صهر وصب الصلب، لمنع دخول المنتجات الصينية إلى السوق الأوروبية عبر دول ثالثة.
وقال ستيفان سيجورني، مفوض الاتحاد الأوروبي للصناعة، خلال فعالية في ستراسبورغ: إن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية الصناعة وتمكينها من الاستثمار وخفض الانبعاثات واستعادة قدرتها التنافسية. وأضاف أن القواعد الجديدة تشكل خطوة أساسية في المفاوضات مع الولايات المتحدة لإظهار موقف الاتحاد الأوروبي الموحد ضد إغراق السوق بالصلب الصيني.
تحذيرات من أزمة صناعية في المملكة المتحدة
حذر جاريث ستايس، رئيس الهيئة الصناعية البريطانية UK Steel، من أن مضاعفة الرسوم الأوروبية ستؤدي إلى “أكبر أزمة تواجهها صناعة الصلب البريطانية على الإطلاق”، داعياً الحكومة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لحماية القطاع من تدفق ملايين الأطنان من الصلب العالمي إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية. وأوضح ستايس أن هذه الواردات قد تكون “نهائية للعديد من شركات الصلب المتبقية”. من جهته، وصف ألاسدير ماكديارميد، الأمين العام المساعد في نقابة Community، الإجراءات الجديدة بأنها “تهديد وجودي” لصناعة الصلب البريطانية.
حثت النقابات وقادة الصناعة الحكومة البريطانية على البدء فورًا بمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن حصص الإعفاء الجمركي الخاصة بالدول، خاصة بعد أن أصبحت المملكة المتحدة السوق التصديرية الأولى للاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، تواجه صناعة الصلب الأوروبية تحديات مماثلة بسبب الرسوم الأمريكية الجديدة، وارتفاع تكاليف الطاقة، والمنافسة الصينية الرخيصة، مما يهدد بحدوث انهيار جزئي أو كلي لبعض الشركات.
تعتبر صناعة الصلب صناعة استراتيجية، إذ تدخل في جميع البنى التحتية الحيوية، من المباني الشاهقة والسكك الحديدية وتوربينات الرياح إلى الأجهزة المنزلية وأدوات المائدة. ويشير كبار المسؤولين الأوروبيين إلى أن فائض الصلب الصيني يمثل “المشكلة الرئيسية”، وأن الوضع أصبح “غير مستدام ويزداد سوءًا”.
تفاصيل المقترح الأوروبي
في حال المصادقة على الخطة، سيتم خفض الحصة المعفاة من الرسوم الجمركية بنسبة 47٪ لتصل إلى 18.3 مليون طن سنويًا، وهو مستوى لم يُسجَّل منذ 2013، مع فرض رسم بنسبة 50٪ على الواردات التي تتجاوز الحصة.
كما سيُطلب من الدول المصدرة الإفصاح عن مكان صهر وصب الصلب لمنع الالتفاف على العقوبات. وأكد الاتحاد الأوروبي أن النرويج وآيسلندا وليختنشتاين لن تخضع للحصص أو الرسوم الجمركية نظرًا لعلاقاتهم التجارية الوثيقة ضمن المنطقة الاقتصادية الأوروبية.
بالتوازي، يسعى الاتحاد الأوروبي لتشكيل “تحالف للمعادن” مع الولايات المتحدة لحماية الاقتصادات من فائض الإنتاج. وقال هينريك آدم، رئيس مجموعة الصناعة الأوروبية Eurofer: “يجب على الاتحاد الأوروبي التحرك بسرعة وحسم، قبل أن تتعرض أجزاء واسعة من صناعة الصلب وسلاسل قيمتها للانهيار.”
Today