رحلة استكشافية تتحول إلى لحظة تاريخية... كيف تلفى عالم أميركي خبر نيله جائزة نوبل؟

أثناء رحلة تنزه وتخييم في المناطق النائية بغرب الولايات المتحدة، صُدم عالم المناعة فريد رامسديل عندما أطلقت زوجته صيحة مفاجئة.

فقد ظن في البداية أنها رأت دبًا بريًا، لكنه اكتشف بعد لحظات أنه قد فاز بجائزة نوبل في الطب، في واحدة من أكثر اللحظات غير المتوقعة في حياته.

كانت لجنة نوبل تواجه صعوبة في الوصول إلى رامسديل، الذي كان هاتفه على وضع الطيران خلال الرحلة. لكنها نجحت أخيرًا في الاتصال بالزوجين في صباح يوم الثلاثاء.

قال توماس بيرلمان، الأمين العام للجنة نوبل: «كانوا لا يزالون في البرية، وهناك الكثير من الدببة البنية، لذا كان قلقًا للغاية عندما أطلقت زوجته الصيحة. ولحسن الحظ، كان الخبر فوزًا بجائزة نوبل. لقد كان سعيدًا للغاية ولم يتوقع الجائزة على الإطلاق».

اللحظة التي اكتشف فيها الخبر

كان رامسديل وزوجته، لورا أونيل، في طريق العودة إلى الفندق عندما توقفا لإصلاح شيء بسيارتهما. عندها قامت زوجته بتشغيل هاتفها ورأت عشرات الرسائل التهاني من أصدقاء وزملاء.

وفي حديث مع صحيفة نيويورك تايمز من فندق في مونتانا، قال رامسديل: «لم يخطر ببالي الفوز بجائزة نوبل أبدًا». وقد كانت الرحلة التي قام بها الزوجان لمدة ثلاثة أسابيع قد عبرت سلاسل الجبال في أيداهو ووايومنغ ومونتانا.

وتقاسم رامسديل جائزة نوبل لعام 2025 مع ماري برانكوو من معهد علم الأحياء النظامي في سياتل، وشيمون ساكاغوتشي من جامعة أوساكا في اليابان، تقديرًا لاكتشافاتهم المتعلقة بآلية عمل الجهاز المناعي. وسيحصل الفائزون على جائزة قدرها 11 مليون كرونة سويدية (حوالي 871,400 جنيه إسترليني).

وجاءت الجائزة تكريماً لاكتشاف متعلق بالخلايا التائية، وهي نوع من كريات الدم البيضاء تُنتج في نخاع العظام وتساعد في التعرف على الجراثيم الغازية وقتل الخلايا المصابة أو السرطانية. وغالبًا ما يُطلق عليها لقب «حراس الأمن» للجهاز المناعي.

صعوبة التواصل مع الفائزين

في وقت الإعلان الأولي عن الجائزة يوم الاثنين، كشف بيرلمان أنه تمكن من الوصول فقط إلى ساكاغوتشي، وقال: «لدينا أرقام هواتفهم، لكنهم ربما على وضع الصامت». وتم التواصل لاحقًا مع برانكوو، لكن رامسديل البالغ من العمر 64 عامًا ظل خارج نطاق الاتصال.

متحدثة باسم مختبر رامسديل في سان فرانسيسكو، Sonoma Biotherapeutics، قالت إنه كان «يعيش أفضل أيام حياته» وكان «بعيدًا عن الشبكة».

 وأضاف صديقه جيفري بلوستون، المؤسس المشارك للمختبر،أنه «حاول التواصل معه لكنه اعتقد أنه قد يكون في رحلة تنزه مع حقيبة ظهر».

تواصل لجنة نوبل مع الفائزين حول العالم غالبًا ما يكون صعبًا. فقد تجاهل الموسيقي بوب ديلان جائزة نوبل في الأدب لعام 2016 لعدة أيام، بينما تم الإعلان عن جائزة الطب لعام 2011 ليكتشفوا أن أحد الفائزين قد توفي قبل أيام.

وفي عام 2020، واجهت اللجنة صعوبات مماثلة مع الفائزين بجائزة الاقتصاد، حيث اضطروا للتواصل مع زوجة أحد الفائزين بعد أن كان الهاتف مغلقًا، ثم إيقاظ الفائز الآخر شخصيًا.