حادثة غير مألوفة في تكساس: معدّات بحثية تابعة لـ"ناسا" تسقط بين حقول مزرعة أمريكية

في صباح هادئ، لاحظت وولتر جسماً ضخماً يطفو ببطء في الأفق قبل أن يهبط في حقل القمح المجاور لمزرعتها. اقتربت وولتر لتكتشف مشهداً بدا وكأنه من فيلم خيال علمي: مظلّة عملاقة متصلة بجهاز معدني مربّع يحمل شعار وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".

"كان المنظر مذهلاً"، قالت وولتر لوكالة "أسوشيتد برس"، مضيفةً: "لم أكن أدرك حجمه الحقيقي حتى اقتربت منه. كانت المظلّة بطول نحو ثلاثين قدماً، والجهاز يقارب حجم سيارة رياضية".

تبيّن لاحقاً أنّ الجسم الغامض ليس سوى معدّة بحثية ضخمة أطلقتها وكالة "ناسا" ضمن تجربة علمية بواسطة بالون غير مأهول.

الجهاز، الذي استخدم تلسكوبات متطورة لجمع بيانات عن النجوم والمجرّات والثقوب السوداء، كان قد أُطلق قبل يوم واحد فقط من منشأة "فورت سومنر" في ولاية نيومكسيكو، على بُعد نحو 225 كيلومتراً من الموقع الذي سقط فيه.

بعد اكتشاف الجسم، سارعت وولتر إلى الاتصال بمكتب شريف مقاطعة "هيل"، حيث تأكّد لاحقاً أنّ "ناسا" كانت تبحث فعلاً عن معدّة فُقدت أثناء إحدى رحلاتها البحثية. وأوضح شريف المقاطعة ديفيد كوكران أنّ الوكالة تواصلت مع مكتبه للمساعدة في تحديد موقعها.

الخبراء يستعيدون الجهاز

بعد ساعات، وصل إلى المزرعة فريق تقني من منشأة "كولومبيا العلمية للبالونات" التابعة لـ"ناسا"، بقيادة أحد المختصين ويدعى "جاريسون"، لتأمين الجهاز ونقله بشاحنة ومقطورة إلى مركز الأبحاث.

أما العائلة، فلم تفوّت فرصة توثيق الحدث بالصور والفيديوهات قبل مغادرة الفريق. وقالت وولتر: "كان الأمر أشبه بالحلم. لم أتصوّر أن يحدث شيء كهذا معنا. كانت تجربة رائعة بكل معنى الكلمة".

وتُعدّ البالونات العلمية التي تطلقها وكالة "ناسا" واحدة من أبرز أدواتها في تنفيذ مهام بحثية متقدمة، وتصل إلى ارتفاعات تناهز 120 ألف قدم، أي نحو 23 ميلاً فوق سطح الأرض، والتي تتيح دراسة الأشعة الكونية واختبار تقنيات علمية تمهيداً لاستخدامها في مهام فضائية مستقبلية.