شركات التكنولوجيا العملاقة تموّل برامج لتدريب المعلمين على الذكاء الاصطناعي

دفعت شركات التكنولوجيا الكبرى ملايين الدولارات لتدريب المعلمين الأمريكيين، في مسعى لإدخال الروبوتات التفاعلية والذكاء الاصطناعي إلى الفصول الدراسية.

وشهدت سان أنطونيو، يوم السبت الماضي، ورشة عمل حضرها عشرات المدرسين، الذين فضّلوا قضاء يوم عطلتهم للتعرف على أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وخلال الورشة، تمكن المدرسون من مشاهدة أدوات الذكاء الاصطناعي وهي تصحح الواجبات المدرسية فورًا وتحول خطط الدروس إلى بودكاست أو كتب قصصية على الإنترنت. ورغم إعجاب المعلمين بالتقنيات الجديدة، أعرب بعضهم عن مخاوف بشأن احتمال استبدال الذكاء الاصطناعي للمدرسين في المستقبل.

تدريب المعلمين على الذكاء الاصطناعي

لضمان بقاء 4 ملايين معلم أمريكي مواكبين للتكنولوجيا وتعليم الطلاب استخدامها بشكل حكيم، أقامت نقابات المدرسين شراكات مع أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، رغم اختلاف رؤاهم حول التعليم والتكنولوجيا.

وتساهم شركات مايكروسوفت وأوبن إيه آي وأنثروبيك بملايين الدولارات لتدريب أعضاء الاتحاد الأمريكي للمعلمين (AFT)، ثاني أكبر نقابة للمدرسين في الولايات المتحدة. وقالت رئيسة الاتحاد راندي وينغارتن: "لا يوجد من يساعدنا في هذا المجال، ولهذا شعرنا بضرورة العمل مع أكبر الشركات في العالم."

وبحسب الاتفاق المعلن في يوليو الماضي، تساهم مايكروسوفت بمبلغ 12.5 مليون دولار على مدى خمس سنوات، فيما تقدم أوبن إيه آي 8 ملايين دولار و2 مليون دولار من الموارد التقنية، بينما خصصت أنثروبيك 500 ألف دولار.

مراكز تدريب متخصصة

يخطط الاتحاد الأمريكي للمعلمين لإنشاء مركز تدريب على الذكاء الاصطناعي في نيويورك، يقدم ورش عمل افتراضية وحضورية للمعلمين، بهدف فتح مركزين آخرين على الأقل وتدريب 400 ألف مدرس خلال خمس سنوات. وفي الوقت نفسه، أعلنت رابطة التعليم الوطنية (NEA)، أكبر نقابة مدرسية في البلاد، عن شراكتها مع مايكروسوفت لتطوير برامج تدريبية مصغرة "Microcredentials" لأعضائها البالغ عددهم 3 ملايين، بهدف تدريب 10 آلاف عضو هذا العام الدراسي.

وقد حددت النقابات شروطًا واضحة، ومنها تصميم التدريبات وقيادتها يكون من قبل المعلمين، وتغطية جميع أدوات الذكاء الاصطناعي من شركات متعددة، مع امتلاك النقابات للحقوق الفكرية لهذه البرامج التدريبية، بما يشمل السلامة وحماية الخصوصية.

فرص ومخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم

تشير دراسات حديثة إلى تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس، لكن التدريب والإرشاد ما زالا متأخرين. وتوفر شركات التكنولوجيا الموارد اللازمة لتعزيز الثقافة الرقمية بسرعة، لكنها تشدد على أهمية توخي الحذر.

وقال براد سميث، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت: "بينما من السهل رؤية الفوائد الآن، يجب أن نكون دائمًا على وعي بالعواقب غير المقصودة المحتملة، خاصة تأثيرها على التفكير النقدي".

المعلمون يتبنون التكنولوجيا الجديدة

خلال الورشة التي نظمها الاتحاد الأمريكي للمعلمين في سان أنطونيو، حضر حوالي 50 مدرسًا، وتمكنوا من توليد خطط دروس باستخدام أدوات مثل ChatGPT، Gemini ، Microsoft CoPilot، وأدوات تعليمية خاصة بالمدارس مثل Khanmingo وColorín Colorado.

وقالت المعلمة سيلست سيمون: "بمجرد استخدام الذكاء الاصطناعي ورؤية الفوائد، لا يمكن العودة إلى طرق التدريس التقليدية"، مشيرة إلى إمكانيات الترجمة وإنشاء القصص المصورة وربطها بأسماء الطلاب في ثوانٍ معدودة.