نصف النساء فوق الأربعين يمتلكن "ثديًا كثيفًا".. تحدٍّ كبير أمام الكشف المبكر عن السرطان

أظهرت الدراسات أن حوالي نصف النساء فوق سن الأربعين لديهن ثدي كثيف، ما يجعل اكتشاف السرطان عبر الماموغرام التقليدي أكثر صعوبة.
ووفقًا لنظام BI-RADS المعتمد من الجمعية الأمريكية لأطباء الأشعة، تُصنَّف كثافة الثدي إلى أربع فئات، وتشمل النسيج الدهني بالكامل الذي يشكل حوالي 10% من النساء، والنسيج الغددي-الليفي المتفرق الذي يشمل حوالي 40% من النساء، والنسيج الغددي-الليفي متغاير الكثافة ويشمل حوالي 40% من النساء، والنسيج الكثيف جدًا الذي يشمل حوالي 10% من النساء، وتُعتبر الفئتان الأخيرتان ثديًا كثيفًا.
ويجب الإشارة إلى أن كثافة الثدي لا ترتبط بحجم الثدي، فالمرأة ذات الثدي الكبير قد يكون نسيجها غير كثيف، بينما المرأة ذات الثدي الصغير قد يكون كثيفًا جدًا. ولا يمكن معرفة ذلك بالنظر أو اللمس، بل يحتاج الأمر إلى ماموغرام لتحديد الكثافة بدقة. كما أن كثافة الثدي قد تتغير مع العمر، وتؤثر عليها عوامل مثل الوزن، والرضاعة، وسن اليأس، والعلاج الهرموني.
أهمية الماموغرام والفحوص المكملة
يظل الماموغرام المعيار الذهبي لفحص سرطان الثدي، ويُنصح بإجرائه سنويًا للنساء فوق سن الأربعين ذوات المخاطر المتوسطة، إلا أن حساسية الماموغرام للثدي الكثيف قد تصل إلى 25-30% مقارنة بما يقارب 100% للثدي الدهني.
رغم ذلك، يظل الماموغرام قادرًا على كشف سرطان القنوات داخل الثدي (DCIS) المبكر نظرًا لأنه يظهر على شكل تكلسات وليس كتلة نسيجية، ومع ذلك لتحديد السرطانات الغازية قد يوصي الأطباء بإجراء فحوص إضافية تشمل الأشعة فوق الصوتية التي تستخدم الموجات الصوتية لإنتاج صورة للثدي، والماموغرام المحسن بالصبغة الذي يجمع بين الماموغرام التقليدي وحقن صبغة اليود لتوضيح مناطق زيادة تدفق الدم التي قد تشير للسرطان، والتصوير بالرنين المغناطيسي الذي يستخدم المغناطيس والموجات الراديوية لإنتاج صور دقيقة للثدي مع قدرة أعلى على كشف السرطانات.
ماذا يحدث عند اكتشاف شيء مقلق؟
إذا كشف الماموغرام عن منطقة مقلقة، تُجرى فحوص إضافية غالبًا تشمل ماموغرام تشخيصي وأحيانًا أشعة صوتية لتحديد مكان الشذوذ بدقة، وقد يُوصَى بإجراء خزعة لأخذ عينة صغيرة للتحقق من وجود خلايا سرطانية.
وفي حال تأكيد الإصابة، يقوم فريق الرعاية الصحية بوضع خطة علاجية شخصية تعتمد على أساليب غير جراحية متقدمة لتقليل الحاجة للماستكتومي وتحسين نتائج العلاج.
الذكاء الاصطناعي والفحص المبكر
أظهرت دراسة حديثة شملت 518 مشاركًا عام 2023 ونُشرت في مجلة Radiology: Imaging Cancer أن 71% من النساء يفضلن استخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد في قراءة الماموغرام بعد مراجعة الطبيب، بينما 4.4% يثقن بالذكاء الاصطناعي وحده. كما أبدى المرضى مخاوف من التحيز في استخدام الذكاء الاصطناعي، بينما كان المشاركون الذين لديهم أقارب مصابون بسرطان الثدي أكثر ميلاً لطلب مراجعات إضافية.
Today