اكتشاف فيروس يشبه كورونا لدى الخفافيش في البرازيل.. فهل يتكرر سيناريو الوباء؟
اكتشف علماء في اليابان والبرازيل نوعًا جديدًا من الفيروسات في الخفافيش البرازيلية، يشبه إلى حدٍّ كبير الفيروس المُسبِّب لجائحة "كوفيد-19". وتشير التحليلات الأولية إلى أنه يمتلك خصائص قد تُمكِّنه من الانتقال إلى البشر وإصابتهم.
جاء هذا الاكتشاف في دراسة أولية نُشرت الأسبوع الماضي، حيث حلل الباحثون عينات من 70 خفاشًا جُمِعَت من البرازيل في عام 2019. وتم العثور على الفيروس الجديد في نوع معين من الخفافيش يُعرف باسم "خفاش بارنيل ذو الشارب".
ما أهمية هذا الاكتشاف؟
على الرغم من أن التركيب الجيني لهذا الفيروس يختلف عن فيروسات كورونا المعروفة، إلا أنه يتشارك مع فيروس "كوفيد-19" في سمة خطيرة جدًا. فهو يمتلك ما يُعرف بـ "موقع انقسام الفورين" في البروتين الشوكي الذي يغطيه، وهي نفس الخاصية التي ساعدت فيروس "كوفيد-19" على اختراق الخلايا البشرية بفعالية كبيرة.
والمُفاجئ أن موقع "الفورين" في الفيروس الجديد متطابق تقريبًا مع نظيره في فيروس "كوفيد-19"، حيث يفصلهما اختلاف في حمض أميني واحد فقط.
إنذار مبكر
ومع أهمية هذه النتائج، فلا يزال هناك بعض التحفظ، فالدراسة لم تُنشر بعد في مجلة علمية موثوقة، كما أن الباحثين لم يختبروا بعد قدرة هذا الفيروس على إصابة البشر فعليًا، مما يحدّ من القدرة على تقدير مستوى الخطورة الحقيقية التي يمثلها.
وقد حرص الفريق البحثي نفسه على توضيح ذلك، قائلاً: "رغم أهمية موقع انقسام الفورين الذي اكتشفناه، إلا أن أي حديث عن قدرة هذا الفيروس على الانتقال إلى الإنسان يظل في إطار التوقعات، ويحتاج إلى مزيد من البحث والتأكيد."
مع ذلك، يعتبر العلماء هذه النتائج بمثابة إنذار مبكر يستحق الاهتمام. فبغض النظر عن الجدل الدائر حول أصل فيروس كورونا المستجد إلا أنه لا يمكن إنكار أن معظم الأوبئة الكبرى تبدأ كأمراض تنتقل من الحيوانات إلى البشر، تمامًا كما حدث مع فيروس سارس الأصلي.
ويؤكد الباحثون أن الخفافيش والفيروسات التي تستضيفها البرازيل تظل المشتبه به الرئيسي في التسبب بالجائحة المقبلة، داعين إلى ضرورة تكثيف جهود المراقبة والرصد عالميًا.
ولا يستبعد العلماء أن يكون هذا الفيروس قد بدأ بالانتشار دون أن يُكتشف، نتيجة ضعف المراقبة الصحية في البرازيل ومناطق أخرى من الأمريكيتين.
وخلصوا إلى أن: "دراستنا تسلط الضوء على التنوع الكبير والوظائف المعقدة لفيروسات الخفافيش التاجية، وتؤكد على إمكانية تحول بعضها إلى تهديد وبائي حقيقي للإنسان في المستقبل."
Today