...

Logo Pasino du Havre - Casino-Hôtel - Spa
in partnership with
Logo Nextory

"الجفاف الخفي".. دراسة تكشف كيف يرفع نقص السوائل هرمون التوتر ويهدد صحتك

Civilization • Aug 26, 2025, 4:00 AM
1 min de lecture
1

كشفت دراسة جديدة أجراها علماء في ليفربول بالمملكة المتحدة، أن الأشخاص الذين يستهلكون كمية أقل من السوائل الموصى بها يومياً يعانون من استجابة هرمونية للضغط أكبر، وهو ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والاكتئاب.

ونشرت الدراسة في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقية (Journal of Applied Physiology)، وأظهرت أن الأفراد الذين يشربون أقل من 1.5 لتر من السوائل يوميًا، كانت لديهم استجابة الكورتيزول للضغط تزيد بنسبة أكثر من 50% مقارنة بمن يلتزمون بالكمية اليومية الموصى بها.

وقال البروفسور نيل والش، أستاذ علم وظائف الأعضاء بجامعة ليفربول جون مورز، قائد الدراسة: "الكورتيزول هو الهرمون الرئيسي للضغط في الجسم، وتفاعله المفرط مع الضغط يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والاكتئاب".

الصحة على المدى الطويل

قسم نيل وفريقه مجموعة من الشباب الأصحاء إلى مجموعتين متساويتين من حيث الحجم، تمثلان أقل وأعلى 25% من حيث استهلاك السوائل اليومية. ضمت مجموعة "قليلة السوائل" أشخاصًا يشربون عادة أقل من 1.5 لتر يوميًا (مياه، مشروبات ساخنة، إلخ)، بينما شملت مجموعة "كثيرة السوائل" أشخاصًا يلتزمون بالكمية الموصى بها—2 لتر للنساء و2.5 لتر للرجال. تم مطابقة المجموعتين وفق عوامل رئيسية تؤثر على استجابة الجسم للضغط، مثل السمات النفسية وجودة النوم.

حافظ المشاركون على عادات شربهم المعتادة لمدة أسبوع، تم خلالها مراقبة مستويات الترطيب في الدم والبول. ثم خضعوا لاختبار Trier Social Stress Test، وهو اختبار شائع لمحاكاة الضغط الواقعي من خلال مقابلة عمل وهمية ومهمة حسابية ذهنية.

قال الدكتور دانيال كاشي، عضو فريق الدراسة: "شعرت المجموعتان بالقلق بشكل متساوٍ وزاد معدل ضربات القلب لديهما أثناء الاختبار. لكن مجموعة 'قليلة السوائل' فقط أظهرت زيادة ملحوظة في مستوى الكورتيزول في اللعاب استجابة للاختبار".

وأضاف: "رغم أن مجموعة قليلة السوائل لم تشعر بالعطش أكثر من المجموعة الأخرى، إلا أن بولها كان داكنًا ومركزًا، ما يشير بوضوح إلى ضعف الترطيب. ومن الملاحظ أن قلة الترطيب ارتبطت بزيادة استجابة الكورتيزول للضغط، وهو ما يرتبط بصحة طويلة الأمد ضعيفة".

لماذا يُعد الجفاف ضارًا؟

يرتبط السبب بنظام تنظيم الماء في الجسم، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمركز استجابة الضغط في الدماغ. عند شعور الجسم بالجفاف، سواء بسبب نقص السوائل أو فقدانها بشكل مفرط، يتم إفراز هرمون فازوبرسين (Vasopressin). يعمل الفازوبرسين أساسًا على الكليتين لتعزيز إعادة امتصاص الماء والحفاظ على حجم الدم وتوازن الشوارد.

لكن هذا النظام يأتي بتكلفة، فالإفراز المستمر للفازوبرسين يزيد الضغط على الكليتين، اللتين تضطران للعمل أكثر لتركيز البول وإدارة توازن الشوارد. كما يؤثر الفازوبرسين على مركز الضغط في الدماغ، ما يمكن أن يزيد من إفراز الكورتيزول.

الترطيب وإدارة الضغط

يشير الباحثون إلى أن النتائج تعزز التوصيات الحالية بشأن استهلاك الماء—حوالي 2 لتر يوميًا للنساء و2.5 لتر للرجال.

قال الدكتور كاشي: "الحفاظ على الترطيب قد يساعد جسمك على التعامل مع الضغط بشكل أفضل". وأوضح أن طريقة عملية للتحقق من مستوى الترطيب هي مراقبة لون البول، حيث يشير اللون الأصفر الفاتح عادةً إلى الترطيب الجيد.

وأضاف: "إذا كنت تعرف، على سبيل المثال، أن لديك جدولًا مرهقًا، أو موعدًا نهائيًا، أو خطابًا لتقديمه، فإن إبقاء زجاجة ماء قريبة قد يكون عادة مفيدة لصحتك على المدى الطويل".