متحف بوسني يثير جدلاً لاستخدامه مخطوطة يهودية لجمع التبرعات لغزة

دافع المتحف الوطني في البوسنة والهرسك عن قراره التبرع بعائدات عرض مخطوطة "هاغاداه سراييفو" النادرة لسكان غزة، في خطوة أثارت موجة واسعة من الانتقادات والجدل محليًا ودوليًا.
وأوضح المتحف، أن عائدات بيع التذاكر لمشاهدة المخطوطة، التي تُعد من أثمن المخطوطات الدينية في العصور الوسطى، ستُخصّص "لدعم الشعب الفلسطيني الذي يعاني إرهابًا منظمًا تمارسه دولة إسرائيل". كما تشمل التبرعات عائدات بيع كتاب خاص عن المخطوطة.
انتقادات ودفاع
قوبل القرار بانتقادات شديدة من منظمات يهودية، بينها "رابطة مكافحة التشهير" في نيويورك، التي وصفت الخطوة بأنها "تسييس لرمز للتراث والبقاء والتعايش". كما اتهمت بعض الجهات الدولية المتحف بمعاداة السامية.
لكن مدير المتحف ميرساد سيجارِتش تمسّك بالقرار قائلاً: "نعم، اخترنا طرفًا. التظاهر بالحياد يعني الاصطفاف مع الشر. وما يحدث في غزة شر محض ويجب معارضته".
وأضاف سيجارِتش أنه تلقى رسائل دعم عديدة من يهود حول العالم، معتبرًا أن هذا الموقف ليس موجّهًا ضد اليهود كديانة أو مجتمع، بل هو احتجاج على ما يحدث في غزة.
رمز لتاريخ مشترك
تُعرض المخطوطة اليوم في غرفة مخصصة داخل المتحف، محمية بزجاج مصفّح، وتُعد رمزًا لتنوع سراييفو وتاريخها متعدد الثقافات. فالمدينة، ذات الغالبية المسلمة، تحتضن مجتمعًا يهوديًا يقل عدد أفراده عن الألف.
تعود المخطوطة إلى عام 1350، ويُعتقد أنها كُتبت قرب برشلونة قبل أن ينقلها اليهود المطرودون من إسبانيا عام 1492 إلى سراييفو. وتتميز صفحاتها المحفوظة جيدًا برسوم توضيحية تحكي قصة خلق العالم وخروج بني إسرائيل من مصر.
نجت المخطوطة من الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، وحُفظت أثناء القصف العنيف في حرب البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.
انقسام في الداخل
رئيس الطائفة اليهودية في البوسنة، ياكوب فينتسي، وصف الخطوة بأنها "غريبة ومهينة بعض الشيء"، مضيفًا: "لقد شوّهت هذه الخطوة سمعة سراييفو وسمعة هاغاداه سراييفو، التي مثّلت لسنوات طويلة شاهدًا على الطابع المتعدد الإثنيات للمدينة وعلى حياتنا المشتركة".
وأشار فينتسي إلى أنه "سمع الكثير من الانتقادات للقرار لكنه لم يسمع أي إشادة به".
إقبال متزايد على المخطوطة
بعد افتتاح الغرفة المخصصة للمخطوطة عام 2018 بتمويل فرنسي، أصبحت أكثر سهولة للزوار والباحثين، وجذبت اهتمامًا متزايدًا بفضل قيمتها التاريخية وندرتها.
Today