بعد قرن من الزمن.. امرأة غامضة تظهر تحت لوحة فنية لبيكاسو
![1](https://static.euronews.com/articles/stories/09/04/63/80/800x450_cmsv2_a6118b02-0911-5b76-8d3b-3db43479cda4-9046380.jpg)
ولم يكن هذا الاكتشاف وليد الصدفة، فقد لجأ فريق من معهد كورتولد للفنون في لندن إلى تقنيات تصوير متطورة لفحص لوحة "بورتريه لماتيو فرنانديز دي سوتو" (1901).
وظهرت المفاجأة عندما كشفت التحليلات عن صورة لامرأة، يعتقد الباحثون أنها رُسمت قبل بضعة أشهر فقط من إنجاز بيكاسو لوحته التي تصور صديقه النحات الإسباني ماتيو فرنانديز دي سوتو.
لم تكن هذه الشكوك حول وجود عمل فني آخر خلف هذه اللوحة بالأمر الجديد، فقد لاحظ الخبراء على مر السنين علامات سطحية توحي بوجود طبقة خفية تحتها.
وأشار بارنابي رايت، نائب رئيس معرض كورتولد، إلى هذه الملاحظات قائلاً: "لطالما تساءلنا عما إذا كان هناك شيء آخر تحت اللوحة، والآن أصبح بإمكاننا رؤية ملامح تلك المرأة بالعين المجردة".
هوية المرأة المجهولة والتطور الفني لبيكاسو
رغم تعابيرها الهادئة، تظل هوية المرأة لغزًا، فقد تكون عارضة أزياء، صديقة مقربة، أو حتى ملهمة لبيكاسو. ويرى بعض النقاد أنها تشبه النساء اللاتي ظهرن في أعمال أخرى من الفترة الزرقاء، مثل "امرأة بذراعين متقاطعتين" (1901-1902) و"شارب الأفسنتين" (1901-1902).
وقد امتدت الحقبة الزرقاء لبيكاسو من عام 1901 إلى 1905، وهي مرحلة تميّزت بسيادة اللون الأزرق في أعماله.
وأشار معهد كورتولد في بيانه إلى أن اللوحة الأصلية ربما بدأت بأسلوب أكثر حيوية، قبل أن يعيد بيكاسو استخدامها ويحولها إلى عمل يتماشى مع طابع فترته الزرقاء.
وأوضح رايت أن هذه القدرة على إعادة تشكيل الأعمال كانت سمة بارزة لدى بيكاسو، مضيفاً: "هذه السمة جعلته أحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ الفن".
وسيتم عرض اللوحة المكتشفة حديثًا في معرض "من غويا إلى الانطباعية: روائع من مجموعة أوسكار راينهارت"، الذي سيفتتح في 14 شباط/ فبراير، إلى جانب أعمال لفنانين بارزين مثل غويا، رينوار، سيزان، وفان غوخ، ما يتيح فرصة لاستكشاف مراحل تطور الفن الأوروبي من الكلاسيكية إلى الحداثة.