هدنة هشّة وتوتر متصاعد في السويداء ومبعوث ترامب يحذر من العنف

وأوضح مصدر في الوزارة لقناة "الإخبارية السورية" أن إعادة فتح الممر تمت "بعد تأمين المنطقة وإبعاد خطر المجموعات الخارجة عن القانون"، وفق تعبيرها مشيراً إلى أن الإغلاق جاء نتيجة هجوم مسلح استهدف مواقع تابعة لقوات الأمن الداخلي.
هجمات منظمة وخرق لاتفاق الهدنة
قال العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، في حديثه لـ"الإخبارية"، إن "العصابات المتمردة" شنت هجمات منسقة فجر الأحد على عدة مواقع أمنية في تل حديد وبلدات ولغا وريمة حازم، مستخدمة الدبابات والهاونات والمضادات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين عناصر الأمن.
وأضاف الدالاتي أن الهجوم يمثل "خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار"، متهماً المهاجمين بـ"استغلال نفوذهم داخل المحافظة لتمرير أجندات شخصية وخارجية على حساب مصلحة الدولة"، مشيراً إلى أنهم لم يلتزموا ببنود الاتفاق، ولا سيما البند المتعلق بإخراج المعتقلين وكشف مصير المفقودين.
خروقات متصاعدة واشتباكات متقطعة
من جانبه، رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تجدد الخروقات في ريف السويداء الغربي، من بينها إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة باتجاه بلدة عرى، واستهداف بلدة عريقة بقذائف هاون، فيما قصفت قوات الأمن بلدة رساس انطلاقاً من محور كناكر، ما زاد من التوتر الميداني.
كما سجل المرصد سقوط خمسة قتلى من عناصر القوات الحكومية، إضافة إلى عنصر من الفصائل المحلية الدرزية، لترتفع حصيلة قتلى الأحد إلى ستة، وسط استمرار الحشود العسكرية المتبادلة واستنفار واسع النطاق على خطوط التماس.
تقدمات وردود ميدانية
دفع الجيش السوري، بمؤازرة قوات رديفة، بتعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة الثعلة غرب السويداء، في وقت تصدى فيه مقاتلون محليون لمحاولة تقدم من جهة تل حديد. وقالت مصادر محلية إن القوات الحكومية تمركزت في معامل منطقة الثعلة وأطلقت نيراناً كثيفة نحو الأحياء السكنية، ما أدى إلى اشتباكات أجبرت المهاجمين على الانسحاب من المحور الغربي.
وفي المحور الجنوبي الغربي، نفّذت الفصائل المحلية عمليات تمشيط على طريق كناكر. وعلى الرغم من عودة الهدوء النسبي بعد ساعات من القتال، استمر سماع إطلاق نار متقطع في عدد من المواقع.
وبحسب المرصد ، شهدت محافظة السويداء منذ 19 تموز الماضي اشتباكات بين الفصائل المحلية وعشائر بدوية أسفرت عن مقتل 426 شخصاً. فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية للضحايا في المنطقة، منذ 13 تموز وحتى 3 آب، إلى 1496 قتيلاً، بينهم قتلى سقطوا خلال اشتباكات، وعمليات إعدام ميداني، وقصف إسرائيلي.
مواقف دولية: دعوات للتهدئة والحوار
أعرب توم باراك، مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا، عن قلق واشنطن إزاء التصعيد الأخير في السويداء ومنبج، مشدداً على أن "الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لبناء حل سلمي دائم". وأكد باراك أن "الولايات المتحدة تفخر بدورها في الوساطة لحل أزمة السويداء بالتعاون مع فرنسا"، داعياً الأطراف كافة إلى "الحفاظ على الهدوء وحل الخلافات بالحوار لا بالعنف".
بالتوازي، اتهمت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) القوات الحكومية السورية باستهداف مواقعها في ريف منبج، مؤكدة أنها ردّت على مصادر النيران، بينما اتهمتها الحكومة بشن ضربات مضادة.
أهمية معبر بصرى الشام
ويُعد ممرّ بصرى الشام الإنساني شرياناً حيوياً لنقل المدنيين والبضائع بين محافظتي درعا والسويداء، وتسبب إغلاقه المؤقت في ازدحامات خانقة على الطرق البديلة وتعطل الحركة التجارية. وتراقب الأطراف المحلية والدولية استمرار فتح الممرّ كإشارة على التزام بالتهدئة أو احتمال العودة إلى التصعيد.
Today