نتنياهو يعلن أنه سيصدر هذا الأسبوع تعليمات للجيش حول أهداف الحرب في غزة

وقال نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة: "سأعقد اجتماعًا لمجلس الوزراء في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإصدار تعليمات للجيش حول كيفية تحقيق أهداف الحرب الثلاثة التي حددناها: هزيمة العدو، تحرير رهائننا، وضمان ألا تشكّل غزة تهديدًا لإسرائيل بعد الآن".
ويأتي تصريح نتنياهو في وقت تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية أزمة متعددة الأبعاد، تتراوح بين الغضب الشعبي من فشل تحرير الرهائن، والضغوط بسبب تدهور الوضع الإنساني في غزة، فضلًا عن تراجع ملحوظ في شعبية نتنياهو وائتلافه الحاكم وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.
تصاعد الضغوط: جنرالات سابقون يطالبون بإنهاء الحرب
في تطور لافت، وجّه أكثر من 550 من كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين، بمن فيهم رؤساء سابقون للموساد والشاباك والجيش، رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالبوه فيها بالتدخل والضغط على نتنياهو لوقف الحرب على غزة. وفي تسجيل مصور بثّته وسائل إعلام إسرائيلية، شدد هؤلاء المسؤولون على أن استمرار الحرب يهدد حياة الرهائن الإسرائيليين في القطاع، معتبرين أن حماس "لم تعد تشكل تهديدًا استراتيجيًا"، وأن تحرير الرهائن يجب أن يكون الأولوية المطلقة في هذه المرحلة.
الرسالة، التي حملت توقيع مجموعة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، دعت ترامب إلى تكرار تدخله "كما فعل في لبنان سابقًا"، لإنهاء الحرب الحالية.
أزمة الرهائن تتفاقم
زاد التوتر داخل إسرائيل بعدما نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، مقطعًا مصورًا للأسير الإسرائيلي أفيتار دافيد ظهر فيه بوضع صحي متدهور. وقد أحدث الفيديو صدمة داخل المجتمع الإسرائيلي، دفع بنتنياهو إلى الظهور في تسجيل مصوّر عبّر فيه عن صدمته، مؤكدًا أنه "لن يتراجع عن هدف القضاء على حماس".
وقال نتنياهو: "نرى أبناءنا يحتضرون في الزنازين، بينما وحوش حماس يحيطون بهم بأذرع ممتلئة بالطعام. إنهم يُجَوِّعونهم كما جَوَّع النازيون اليهود"، وفق تعبيره.
عائلات الرهائن أبدت استياءها من أداء الحكومة، مؤكدة أن استمرار الحرب يشكل خطرًا داهمًا على حياة أبنائها، وأن "شعار التحرير بالحسم العسكري" مجرّد خداع للرأي العام.
في المقابل، أعلن أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، أن الحركة مستعدة لاستقبال مساعدات للصليب الأحمر وتسليمها للأسرى، بشرط فتح ممرات إنسانية بشكل دائم ووقف الطلعات الجوية الإسرائيلية أثناء عملية التسليم. لكنه شدد في المقابل على أن الرهائن "لن يحصلوا على امتياز خاص"، في ظل ما وصفه بـ"جريمة التجويع والحصار" بحق سكان غزة.
تصاعد الكارثة الإنسانية في غزة
من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي واصل، صباح الإثنين 4 أب/أغسطس، عمليات نسف مبانٍ سكنية شمال خان يونس جنوب القطاع، تزامنًا مع قصف جوي وتحليق مكثّف للطائرات، وسط ظروف إنسانية متدهورة. وبحسب "مكتب الإعلام الحكومي" في غزة، فإن عدد القتلى من منتظري المساعدات بلغ 56 شخصًا في يوم واحد فقط، فيما لم تدخل سوى 80 شاحنة، مقارنة بـ600 شاحنة يومية يحتاجها القطاع لتلبية الحد الأدنى من احتياجاته.
ورغم إعلان إسرائيل عن "هدنة تكتيكية" يومية في بعض المناطق، قالت الأمم المتحدة إن الوضع "بعيد جدًا عن تلبية الاحتياجات"، محذّرة من مجاعة جماعية تلوح في الأفق.
تراجع في شعبية نتنياهو
تضاربت مواقف الإسرائيليين حول الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أظهر استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" ونُشر يوم الجمعة 1 آب/أغسطس، أن 47% يرون أن الحديث عن مجاعة في غزة هو "دعاية من حماس"، في حين أقرّ 41% بوجود أزمة إنسانية فعلية، لكن 18% منهم صرحوا أنهم "غير مهتمين" بها.
وتأتي هذه التطورات بالتوازي مع تراجع في التأييد الشعبي لرئيس الوزراء الإسرائيلي وائتلافه. ووفق استطلاع الرأي نفسه، فإن المعارضة ستفوز بـ61 مقعدًا في الكنيست مقابل 49 للائتلاف الحاكم إذا جرت الانتخابات حاليا.
وتشير هذه الأرقام إلى تململ متزايد داخل المجتمع الإسرائيلي حيال استمرار الحرب، وتعقّد ملفاتها السياسية والإنسانية والأمنية، في ظل غموض يحيط بفرص النجاح العسكري وغياب استراتيجية سياسية واضحة لما بعد الحرب.
Today