بوتين يستقبل مستشار مودي وسط توتر تجاري بين الهند وأميركا بسبب النفط الروسي

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس 7 آب/أغسطس، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الهندي، آجيت دوفال، في الكرملين، وفق ما أعلنه بيان مقتضب للرئاسة الروسية. وتأتي الزيارة في ظل تصاعد التوترات بين الهند والولايات المتحدة على خلفية استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي رغم الحرب في أوكرانيا.
وكانت وسائل إعلام هندية قد أفادت بأن دوفال توجّه إلى موسكو مساء الثلاثاء، في زيارة رفيعة المستوى تشمل أيضًا لقاءات مع كبار المسؤولين الروس، إذ التقى صباح اليوم أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، كما تحدث عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى الهند، مشيرًا إلى أن مواعيدها "محددة تقريبا".
تصعيد أميركي ضد الهند
وتأتي زيارة دوفال إلى روسيا بعد يوم واحد من توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأربعاء 6 آب/أغسطس، أمرًا تنفيذيًا يقضي بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على السلع الهندية، لترتفع بذلك الرسوم المفروضة على الهند إلى 50%، في خطوة عقابية على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي.
وستدخل الرسوم الجديدة حيّز التنفيذ بعد 21 يومًا من توقيع القرار، مما يفتح المجال أمام مفاوضات محتملة بين الهند والإدارة الأميركية لمحاولة التخفيف من الإجراءات أو تأجيلها.
وفي ردّ سريع، وصفت وزارة الخارجية الهندية، على لسان المتحدث باسمها راندير جايسوال، هذه الرسوم بأنها "مؤسفة"، معتبرة أنها "غير عادلة وغير مبررة وغير منطقية"، وأكدت أن الهند ستتخذ كل ما يلزم لحماية مصالحها الوطنية.
وأشار جايسوال إلى أن واردات الهند من الطاقة تعتمد على عوامل السوق وضرورات أمن الطاقة، خاصة لشعب يزيد تعداده على 1.4 مليار نسمة، مؤكدًا أن بلاده سبق أن أوضحت هذا الموقف للولايات المتحدة.
خلفية العلاقات التجارية
وسبق لوزارة الخارجية الهندية أن صرّحت في وقت سابق من الأسبوع أن الدول التي تنتقد شراءها للنفط الروسي هي نفسها تستمر في التعامل التجاري مع موسكو. وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، أجرى خلال عام 2024 تعاملات تجارية مع روسيا بقيمة 67.5 مليار يورو، من ضمنها واردات قياسية من الغاز الطبيعي المسال بلغت 16.5 مليون طن متري.
كما لفتت إلى أن الولايات المتحدة نفسها تواصل استيراد عدد من السلع الروسية، منها سادس فلوريد اليورانيوم المستخدم في الطاقة النووية، إضافة إلى البلاديوم والأسمدة والمواد الكيميائية، وفق ما جاء في البيان.
تُعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول للهند، حيث بلغت قيمة الصادرات الهندية إلى السوق الأميركية نحو 87.4 مليار دولار. وفي المقابل، تأتي الهند كثاني أكبر مشترٍ للنفط الروسي بعد الصين، في وقت يعتمد فيه الاقتصاد الروسي بدرجة كبيرة على صادرات الطاقة، والتي تُستخدم عائداتها في تمويل الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ عام 2022.
وتأتي هذه التطورات في وقت التقى فيه بوتين، يوم الأربعاء، بالمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ما يضع التحركات الهندية والروسية والأميركية في سياق متشابك على وقع الخلافات الجيوسياسية والاقتصادية المتصاعدة.
Yesterday