مواجهة في الظل بين تل أبيب وطهران.. هكذا تعمل إيران على إعادة بناء قدراتها الدفاعية بمساعدة الصين

ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، نقلاً عن نتائج استخبارية، أن الصين وإيران كثفتا تعاونهما العسكري، خصوصاً في مجال إنتاج صواريخ أرض – أرض. وأفاد التقرير أن بكين تساعد حالياً طهران على إعادة بناء قدراتها الصاروخية التي تضررت في الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن أجهزة الاستخبارات الأوروبية رصدت مؤخراً التعاون الوثيق بين الصين وإيران. ورغم أن بكين لم تؤكد أي خطط لبيع أسلحة لطهران، إلا أن "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مسؤولين مطلعين أن تصرفات الصين تظهر أنها تعيد فعلياً بناء القدرات الصاروخية الإيرانية.
تحذيرات إسرائيلية ونفي صيني
مجلة "نيوزويك" أشارت إلى أن إسرائيل ترى في هذا التعاون تحدياً أمنياً كبيراً، وتراقب عن كثب خطوات إيران لإعادة بناء ترسانتها. وحذرت أوساط أمنية إسرائيلية من أن مشاركة الصين في تطوير أو توريد الصواريخ الإيرانية قد تؤدي بشكل مباشر إلى إضعاف جهود الدفاع الإسرائيلية.
وفي تموز/يوليو، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، يحيى ليتر، إن هناك مؤشرات "مقلقة" على أن الصين تساعد إيران في إعادة بناء ترسانتها الصاروخية. وفي حديثه إلى "صوت أميركا"، أعرب عن خشيته من أن ترسل الصين المواد التي تحتاجها طهران لإحياء برنامج الصواريخ الباليستية.
كما ذكرت منصة "ميدل إيست آي"، عقب زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الصين للمشاركة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، أن بكين زودت إيران بأنظمة صواريخ أرض – جو متطورة مثل HQ-9B بعد الحرب الأخيرة، مقابل النفط.
في المقابل، نفت السفارة الصينية في إسرائيل هذه التقارير ووصفتها بأنها "كاذبة ومناقضة للواقع"، مؤكدة أن "الصين لا تصدر أبداً أسلحة إلى دول منخرطة في حرب"، وأنها تفرض رقابة مشددة على صادرات المواد ذات الاستخدام المزدوج (العسكرية والمدنية).
تصريحات إسرائيلية بعد الحرب الأخيرة
بعد انتهاء القتال، وصف رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الهجمات الإسرائيلية على إيران بأنها "حرب استباقية" استهدفت القضاء على "تهديد وجودي متزايد قبل أن يصبح خطرًا ملموساً". وخلال خطاب ألقاه يوم الخميس في قاعدة جيليت شمال تل أبيب، أعلن: "نحن على استعداد لدفع تكلفة باهظة لضمان بقائنا".
وأكد أن إسرائيل مستعدة لمهاجمة إيران مجدداً إذا استدعت الضرورة، مشيراً إلى أن الحرب التي استمرت 12 يوماً كانت جزءاً من استراتيجية أوسع لمواجهة ما تصفه إسرائيل بالتهديدات الإيرانية المتنامية.
تسريع تطوير الدفاعات الجوية
على الرغم من أن أداء الدفاعات الجوية الإسرائيلية خلال الحرب اعتُبر "مرضياً" وفق تقييم الجيش ووحدة الدفاع الجوي ومنظمة الدفاع الصاروخي ووزارة الدفاع، فإن التهديد الإيراني المتنامي دفع تل أبيب إلى تسريع برنامج تطوير الدفاعات.
وبحسب موقع "والا" الإخباري، أمر المدير العام لوزارة الدفاع أمير بارام بتطوير وإنتاج برامج جديدة في مجال الدفاع الجوي تشمل أنظمة Arrow 3 وArrow 4 والقبة الحديدية والعصا السحرية، إضافة إلى نظام ليزر أرضي ورادارات وتقنيات أخرى مصنفة.
وأوضح مسؤول أمني إسرائيلي أن تطوير هذه التكنولوجيا سيمكن الجيش من اعتراض التهديدات على مسافة بعيدة عن الأراضي الإسرائيلية وتوسيع خيارات الاعتراض، ما يعزز حماية الجبهة الداخلية. وكشف المسؤول أيضاً عن تصميم صاروخ اعتراضي جديد بالتعاون بين وزارة الدفاع وشركة رافائيل، سيتم دمجه مع منظومة القبة الحديدية لتعزيز قدراتها.
وأشار إلى أن مراجعة شاملة أجرتها وحدة الدفاع الجوي شملت الصواريخ التي سقطت في إسرائيل خلال الحرب، بما فيها تلك التي أُطلقت في الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، مع فحص سياسات الاعتراض وأداء الأنظمة.
Yesterday