ماكرون: العملية الإسرائيلية للسيطرة على مدينة غزة لن تؤدي سوى إلى كارثة

وكتب الرئيس الفرنسي على منصة "إكس" أن هذه العملية "ستجرّ المنطقة إلى حرب دائمة"، مشيرًا إلى مباحثات هاتفية أجراها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني عبدالله الثاني.
وأوضح ماكرون أنه يتشارك نفس القناعة مع مصر والأردن، معددًا الشروط التي يراها ضرورية لإنهاء الصراع، وهي: وقف إطلاق نار دائم في غزة، الإفراج عن جميع الرهائن، تقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق لشعب غزة، نزع سلاح حركة حماس، وتعزيز سلطة السلطة الفلسطينية في غزة.
وكانت العلاقات بين تل أبيب وباريس قد شهدت توترًا في الآونة الأخيرة، مع إعلان ماكرون عن نيته للاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل رسمي في سبتمبر المقبل، خلال اجتماع الأمم المتحدة، وتشجيعه الدول الأوروبية على أن تحذو حذوه.
ويأتي تصريح الرئيس الفرنسي، بعد رسالة تلقاها من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، انتقده فيها بشكل لاذع، قائلًا إن مبادرته للاعتراف بدولة فلسطينية تغذي معاداة السامية، ما أثار رد فعل حادًا من باريس.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنها اطلعت على رسالة نتنياهو وقد جاء فيها: "دعوتكم لدولة فلسطينية تضع مزيدًا من الوقود على نار معاداة السامية هذه. هذه ليست دبلوماسية، بل استرضاء. إنها تكافئ إرهاب حماس، وتزيد من تعنت حماس في رفضها الإفراج عن الرهائن، وتشجع أولئك الذين يهددون اليهود الفرنسيين، وتعزز كراهية اليهود التي تجوب الآن شوارعكم".
وتابع رئيس الوزراء قائلاً إن على ماكرون "استبدال الضعف بالعمل، والاسترضاء بالعزم، وأن يفعل ذلك بحلول موعد محدد: رأس السنة اليهودية، 23 سبتمبر"، المعروفة باسم روش هاشناه.
وقد رد قصر الإليزيه على الاتهام واصفًا إياه بأنه "بائس" و"خاطئ". مؤكدًا أن فرنسا "تحمي دائمًا مواطنيها اليهود وستواصل حمايتهم"، مضيفًا أن رسالة نتنياهو "لن تبقى بلا رد".
كاتس يستدعي 60 ألف جندي احتياط تمهيدًا للعملية
في غضون ذلك، أقرّ وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأربعاء، خطة السيطرة على مدينة غزة، وأمر باستدعاء 60 ألف جندي احتياط تمهيدًا لتنفيذ العملية، فيما يُنتظر أن ترد تل أبيب ردًا بشكل رسمي على مقترح الهدنة المطروحة لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 22 شهرًا.
وفي إحاطة صحفية، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، يوم الأربعاء: "سوف ننتقل إلى مرحلة جديدة من القتال، عملية تدريجية دقيقة ومركّزة داخل مدينة غزة وحولها، التي تُعد حاليًا المعقل العسكري والإداري الرئيسي لحركة حماس".
حركة نزوح كثيفة من مدينة غزة
وعلى وقع القصف المستمر، والخوف من انطلاق العملية البرية، يشهد القطاع حركة نزوح كثيفة، لاسيما من المناطق الشرقية في مدينة غزة.
وقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس لجنة الطوارئ في بلدية غزة، مصطفى قزعاط قوله إن "أعدادًا كبيرة" من المواطنين تنزح إلى المناطق الغربية وإلى مدن ومخيمات وسط القطاع، واصفًا الوضع بـ"الكارثي جدًا"، مضيفًا أن أغلبية النازحين يتواجدون في الشوارع بلا مأوى.
وكانت حركة حماس قد أعلنت موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار، في انتظار الموقف الإسرائيلي الرسمي، بينما تضغط المعارضة الإسرائيلية، للذهاب نحو صفقة.
وتفيد التقارير بأن المقترح ينص على هدنة لمدة ستين يومًا تترافق مع تبادل أسرى من الطرفين على دفعتين، بالإضافة إلى مفاوضات فورية بعد بدء وقف إطلاق النار من أجل التوصل إلى اتفاق يمهّد لوقف الحرب بشكل نهائي.
Today