اجتماع ثلاثي في كابول بين الصين وباكستان وأفغانستان.. رسائل جيوسياسية في مواجهة النفوذ الأميركي؟

وحضر اللقاء وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار، ووزير الخارجية الصيني وانغ يي، ووزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، حيث رحّب بهم مسؤولو حكومة طالبان لدى وصولهم إلى كابول.
وأكدت وزارة الخارجية الأفغانية أن المحادثات تناولت نقاشات شاملة حول مختلف القضايا، بما في ذلك تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والإقليمي.
وبحسب بيان وزارة الخارجية الباكستانية، ركّزت مداخلات الوزير إسحاق دار على توسيع نطاق التجارة، وتحسين الربط الإقليمي، وتعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب.
ويأتي هذا الاجتماع بعد الجولة السابقة من الحوار الثلاثي التي عُقدت في مايو/ أيار الماضي في بكين، كما يتزامن مع التطورات الإقليمية الأخيرة، بعد أن أصبحت روسيا الشهر الماضي أول دولة تعترف رسمياً بحكومة طالبان.
وعلى الرغم من أن معظم الدول لم تعلن اعترافها الرسمي بعد، فإن طالبان واصلت إجراء محادثات رفيعة المستوى مع عدد من الدول، وأقامت علاقات دبلوماسية مع دول مثل الصين والإمارات العربية المتحدة.
يُنظر إلى الاجتماع على أنه حلقة جديدة في التنافس الدولي على النفوذ في آسيا الوسطى وجنوب آسيا، حيث تتقاطع المصالح الأمنية والاقتصادية مع الحسابات الجيوسياسية. فبينما يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ترسيخ محور موازٍ يضم حلفاءه التقليديين في المنطقة لمواجهة النفوذ الصيني – الروسي المتنامي، تتحرك بكين وإسلام آباد وكابول لتقديم صورة تحالف إقليمي مضاد يركز على التعاون الاقتصادي والأمني.
وتبرز أهمية الاجتماع في سياق مشروع الحزام والطريق الذي تسعى الصين من خلاله إلى تعزيز حضورها الاقتصادي عبر البنية التحتية والربط التجاري، حيث يشكل كل من باكستان وأفغانستان ممرين أساسيين في هذا المشروع. وفي المقابل، ترى واشنطن أن توسع النفوذ الصيني - الروسي في هذه المنطقة يهدد بإعادة رسم موازين القوى، خصوصًا بعد اعتراف موسكو الأخير بحكومة طالبان، وما يحمله ذلك من تحدٍ مباشر للمواقف الأميركية والغربية.
Yesterday