استعدادًا لنقل السكان جنوبًا.. إسرائيل توجه إنذارات للمنظمات الطبية والدولية في شمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن بدء إجراء "مكالمات تحذيرية أولية" مع جهات طبية ومنظمات دولية في شمال قطاع غزة استعدادًا لإعداد خطط إجلاء، في خطوة تأتي ضمن خطة موسعة للسيطرة على المدينة، وفق بيان نشره الجيش.
وزعم الجيش في البيان إن هذه المكالمات تأتي "في إطار استعداداته لتحريك السكان من مدينة غزة نحو الجنوب بغرض حمايتهم"، مشيرًا إلى أن "ضباط منسقية أعمال الحكومة في المناطق بدأوا قبل يومين بالتواصل مع الجهات الطبية والمنظمات الدولية بهدف التنسيق لنقل السكان بأمان".
استعداد المستشفيات والبنى التحتية
أكد البيان أن "ضباط الجيش شددوا على أن المستشفيات في جنوب القطاع جاهزة لاستيعاب المرضى والمصابين، مع إدخال كميات إضافية من المعدات الطبية حسب طلبات منظمات الإغاثة الدولية".
كما نشر الجيش تسجيلًا يظهر ضابطًا إسرائيليًا وهو يخاطب مسؤولًا صحيًا في غزة قائلاً: "سيكون هناك إخلاء كامل من المدينة إلى الجنوب، وعليكم إعداد خطة لنقل المعدات الطبية لمواصلة العلاج هناك. سنوفر لكم مكانًا سواء كان مستشفى ميدانيًا أو أي مستشفى آخر"، بحسب ما ذكره الجيش.
ونشر المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، منشورًا على منصة "إكس" يظهر الحوار بين الضابط الإسرائيلي والمسؤول الصحي في شمال القطاع.
تهديدات بتدمير مدينة غزة
في سياق متصل، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الخميس بـتدمير مدينة غزة كما فعل بنظيرتها بيت حانون.
وكان كاتس قد نشر في 11 يوليو/تموز الماضي صورة جوية تظهر بيت حانون وقد تضررت بشكل كامل جراء القصف العنيف، معلّقًا: "بعد رفح، بيت حانون". ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية بينها قناة "إسرائيل 24" عن كاتس قوله أمام حاخامين من حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "مدينة غزة ستبدو مثل بيت حانون".
يشار إلى أن حزب "الصهيونية الدينية"، بقيادة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، يدعو إلى تدمير قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين وإقامة مستوطنات فيه.
خطة "عربات جدعون 2"
تأتي هذه التطورات بعد إعلان كاتس موافقته على خطة السيطرة على مدينة غزة، المعروفة باسم "عربات جدعون 2"، والتي من المقرر أن يصادق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس، رغم جهود الوسطاء للتوصل إلى هدنة وموافقة حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار.
وتتضمن الخطة، وفق متحدث الجيش الإسرائيلي، تهجير الفلسطينيين من المدينة وحصارها وتنفيذ عمليات برية وهجمات جوية عليها. كما بدأ الجيش إرسال أوامر استدعاء إلى 60 ألف عسكري من قوات الاحتياط تمهيدًا للشروع بتنفيذ الخطة، بحسب هيئة البث العبرية.
وقال نتنياهو، في مقابلة مع شبكة "سكاي نيوز" نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت": "حتى لو وافقت حماس على اتفاق، فإن الجيش الإسرائيلي سوف يسيطر على غزة.. سنفعل ذلك على أي حال – ليس هناك شك في ذلك - حماس لن تبقى في غزة"، مضيفًا أن "الحرب تشمل سبع جبهات بما فيها إيران ووكلائها".
قصف مكثف وغموض حول خطط نتنياهو
واصل الجيش الإسرائيلي قصف مدينة غزة بشكل مكثف طوال الليل، وفق شهود محليين، وذلك قبيل اجتماع مرتقب اليوم الخميس بين نتنياهو وبعض وزرائه لمناقشة خطط السيطرة على أكبر مدن القطاع، بحسب صحيفة "هآرتس" ووسائل إعلام إسرائيلية أخرى.
وكان المجلس الوزاري الأمني المصغّر قد وافق على الخطة خلال الشهر الحالي برئاسة نتنياهو، رغم دعوات بعض حلفائه لإعادة النظر في القرار، مما يزيد من حدة التوتر في القطاع وسط مخاوف من كارثة إنسانية واسعة.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل حالتي وفاة جديدتين، بسبب الجوع وسوء التغذية في القطاع خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
وأضافت الوزارة أنه بذلك يرتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 271 ضحية، من بينهم 112 طفلاً.
Today