شريكة إبستين السابقة تدافع عن ترامب: "لم أره قط في وضع غير لائق"

غيسلين ماكسويل، الشريكة السابقة للمعتدي الجنسي جيفري إبستين، تقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لم يتصرف بشكل غير لائق مع أي شخص"، وذلك عقب نشر المحكمة الشهر الماضي نصوص مقابلة مفرغة معها.
وأصدرت إدارة ترامب الشهر الماضي نصوص المقابلات التي أجرتها المحكمة الأمريكية مع ماكسويل، في وقت كانت تسعى فيه الإدارة الأمريكية لإظهار قدر من الشفافية وسط انتقادات حادة بسبب رفضها السابق الكشف عن مجموعة من السجلات المرتبطة بقضية الاتجار بالجنس.
وتكشف السجلات أن ماكسويل أغدقت بالمديح على ترامب مرارًا، ونفت خلال الاستجواب أن تكون قد شاهدته متورطًا في أي نوع من السلوك الجنسي.
ويُرجَّح أن الإدارة سعت إلى نشر هذا النفي علنًا في وقت كان الرئيس يواجه فيه تساؤلات حول صداقته طويلة الأمد مع إبستين، فيما كانت إدارته تتعرض لتدقيق متواصل بشأن أسلوب تعاملها مع الأدلة في القضية.
ويشكل نشر المحاضر أحدث محاولات إدارة ترامب لترميم الأضرار السياسية التي تسببت بها لنفسها بعد إخفاقها في تلبية التوقعات التي صنعها مسؤولوها عبر نظريات المؤامرة والتصريحات الجريئة التي لم تتحقق قط. ويبدو أن المسؤولين يعوّلون من خلال نشر مقابلات استمرت يومين أمام العلن على تهدئة غضب قاعدة ترامب، ولو مؤقتًا، فيما يرسلون إلى الكونغرس أدلة سبق أن أخفوها عن الأنظار.
بعد انتهاء المقابلة، جرى نقل ماكسويل من السجن الفيدرالي منخفض الحراسة في فلوريدا إلى معسكر سجون أقل حراسة في تكساس، لمتابعة تنفيذ عقوبة السجن البالغة 20 عامًا، عقب إدانتها عام 2021 بتهم تتعلق باستدراج فتيات مراهقات ليتعرضن للاعتداء الجنسي على يد إبستين وأصدقائه. وقد شملت محاكمتها شهادات صادمة عن استغلال جنسي لفتيات لم تتجاوز أعمارهن 14 عامًا، قدّمتها أربع نساء تحدثن عن تعرضهن للاعتداء خلال فترة مراهقتهن في التسعينيات وبدايات الألفية الجديدة داخل منازل إبستين.
لم يبيّن محامو ماكسويل ولا مكتب السجون الفيدرالي سبب هذا الإجراء، غير أن أحد محاميها، ديفيد أوسكار ماركوس، كتب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الجمعة أن ماكسويل "بريئة ولم يكن ينبغي أن تُحاكم أصلًا، ناهيك عن إدانتها".
"لم يكن يومًا غير لائق"
قالت ماكسويل، وفقًا للنص: "في الواقع، لم أشاهد الرئيس مطلقًا في أي نوع من جلسات التدليك. لم أرَ الرئيس في أي وضع غير لائق بأي شكل. لم يكن الرئيس أبدًا غير لائق مع أي شخص. وفي الأوقات التي كنت فيها برفقته، كان رجلًا مهذبًا في كل النواحي".
وتذكرت ماكسويل معرفتها بترامب وربما لقائها الأول به في عام 1990، عندما كان والدها، قطب الصحافة روبرت ماكسويل، مالك صحيفة "نيويورك ديلي نيوز". وأشارت إلى أنها كانت تزور عقار ترامب في مار-أ-لاغو بمدينة بالم بيتش بولاية فلوريدا، أحيانًا بمفردها، لكنها لم ترَ ترامب منذ منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة.
وعندما سُئلت ماكسويل عمّا إذا كانت قد سمعت إبستين أو أي شخص آخر يذكر أن ترامب "قام بأي تصرف غير لائق مع المدلكين" أو مع أي شخص آخر في محيطهم، أجابت: "بالتأكيد لم يحدث ذلك، وفي أي سياق كان".
خضعت ماكسويل لاستجواب استمر يومين الشهر الماضي داخل محكمة في فلوريدا، حيث مُنحت حصانة محدودة تتيح لها التحدث بحرية من دون الخوف من الملاحقة القضائية، باستثناء في حال الإدلاء بتصريحات كاذبة.
وفي الأثناء، بدأت وزارة العدل يوم الجمعة بإرسال سجلات التحقيق إلى لجنة الرقابة في مجلس النواب، التي أكدت بدورها عزمها نشر هذه السجلات علنًا بعد حجب أي معلومات تتعلق بالضحايا.
اتصالات رفيعة المستوى
حازت القضية على اهتمام واسع من الرأي العام منذ سنوات، ويرجع ذلك جزئيًا إلى العلاقات الاجتماعية التي ربطت الممول الثري بشخصيات بارزة، بينها الأمير أندرو والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون وترامب، الذي قال إنه كان على خلاف مع إبستين منذ فترة طويلة، أي قبل أن يخضع الأخير للتحقيق.
وأبلغت ماكسويل وزارة العدل الأمريكية أن كلينتون كان صديقها في البداية، لا إبستين، مؤكدة أنها لم تره يومًا يتلقى تدليكًا، ولا تعتقد أنه فعل ذلك أصلًا. وأضافت أن المرات الوحيدة التي اجتمعا فيها كانت خلال نحو عشرين رحلة سافرا خلالها على متن طائرة إبستين.
كما أثنت ماكسويل على الأمير البريطاني أندرو، ووصفت ادعاء الراحلة فيرجينيا جيوفري بأنه "هراء"، بعد أن زعمت أنها تلقت أموالًا مقابل إقامة علاقة معه وأنه مارس الجنس معها في منزل ماكسويل في لندن.
وسعت ماكسويل إلى النأي بنفسها عن أفعال إبستين، نافية مرارًا وتكرارًا الادعاءات التي وُجّهت إليها خلال محاكمتها بشأن دورها. ورغم اعترافها بأن إبستين بدأ في مرحلة ما بتفضيل النساء الأصغر سنًا، فإنها أصرت على أنها لم تفهم قط أن ذلك "يشمل الأطفال".
وقالت لمحاميها: "منذ أن تعرفت إليه، كنت أراه منخرطًا، أو متورطًا، أو صديقًا، أيًّا كان الوصف، مع نساء في العشرينات من العمر. ثم بدأ يميل شيئًا فشيئًا إلى نساء في سن الثامنة عشرة أو أصغر من ذلك. لكن لم يخطر ببالي يومًا أن هذا قد يرقى إلى سلوك إجرامي".
وكان إبستين قد أوقف في عام 2019 بتهم تتعلق بالاعتداءات الجنسية والمتاجرة بالجنس على عشرات المراهقات، قبل أن يُعثر عليه بعد شهر ميتًا في زنزانة بسجن في نيويورك، في واقعة اعتبرها المحققون انتحارًا.
Today