مأساة في المتوسط: غرق ثلاث شقيقات وإنقاذ عشرات المهاجرين خلال عبور قارب مطاطي من ليبيا إلى إيطاليا

أفادت جمعية ألمانية لإنقاذ المهاجرين، اليوم الأحد 24 آب/أغسطس أن ثلاث شقيقات غرقن عندما تعرض القارب المطاطي الذي كان يقلّهن مع عشرات المهاجرين الآخرين لصعوبات خلال عبور البحر الأبيض المتوسط المركزي الخطير من ليبيا إلى إيطاليا.
ووفقا لوكالة "رويترز"، ذكرت منظمة "ريسك شيب" أن جثث الشقيقات، اللواتي تبلغ أعمارهن 9 و11 و17 عاما، وُجدت داخل القارب الذي كان "مكتظا بشكل خطير" وتعرض لأمواج بلغ ارتفاعها نحو 1.5 متر (4.9 قدم) قبل وصول سفينة إنقاذ إلى موقع الحادث.
ومن بين 65 شخصا أنقذتهم سفينة "نادير" التابعة للجمعية، وُجدت ثلاث نساء حوامل وأطفال، إضافة إلى رضيع يبلغ سبعة أشهر. وأضافت المنظمة في بيان أن شخصا سقط في البحر في وقت سابق من الرحلة وما زال مفقودا.
ولم تُعط تفاصيل حول جنسية الفتيات الثلاث اللواتي لقين مصرعهن.
القارب انطلق من مدينة زوارة الليبية
وأشارت الجمعية إلى أن القارب المطاطي كان قد انطلق من مدينة زوارة الليبية ليل الجمعة.
وقامت خفر السواحل الإيطالية بإجلاء 14 شخصا، بعد ظهر السبت، ونقلتهم إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية الجنوبية، حيث وصلت "نادير" في وقت لاحق من اليوم ذاته ومعها بقية الناجين وجثث الفتيات الثلاث.
حادثة مشابهة قبل نحو أسبوعين
لقي ما لا يقل عن 26 شخصاً حتفهم، الأربعاء 13 آب/أغسطس، إثر غرق قارب مهاجرين قبالة جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، في واحدة من أحدث الكوارث البشرية التي تُسجل على طول طريق الهجرة الخطر عبر وسط البحر المتوسط، وفق ما أفادت به وكالة رويترز.
وأكدت خفر السواحل أن فرق الإنقاذ عثرت على القارب المنقلب على بعد نحو 14 ميلاً بحرياً (23 كيلومتراً) من جزيرة لامبيدوسا، بعد أن رصدته طائرة تابعة للشرطة الإيطالية، وشوهدت جثث بشرية تطفو في المياه، ما دفع إلى تفعيل عملية بحث وإنقاذ واسعة النطاق.
وأوضح مسؤولون أن المهاجرين انطلقوا في الساعات الأولى من صباح الأربعاء من منطقة طرابلس في ليبيا على متن قاربين. وبحسب شهادات أولية من الناجين، بدأ أحد القاربين بالتسرب من الماء، فتم نقل الركاب إلى القارب الثاني، الذي انقلب لاحقاً في ظل أحوال بحرية صعبة.
وشاركت في العملية خمس سفن وطائرة مراقبة وطائرة مروحية، وتمكّنت الفرق من إنقاذ 60 شخصاً، بينهم 56 رجلاً وأربع نساء. ونقل أربعة من الناجين إلى مستشفى محلي لإجراء فحوصات طبية، بينما وُصفت حالة البقية بأنها "مستقرة نسبياً"، وفق كريستينا بالما، من الهلال الأحمر الإيطالي في لامبيدوسا.
إجراءات رادعة ضد مهربي البشر
وفي وقت سابق، تعهدت حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، التي تنتهج سياسة صارمة في ملف الهجرة، باتخاذ إجراءات رادعة ضد مهربي البشر، منها تشديد العقوبات السجنية، كما دعت الدول الشريكة في شمال إفريقيا والاتحاد الأوروبي إلى تكثيف التعاون الأمني لمكافحة تهريب المهاجرين.
Today