برلين تتراجع خطوة.. ألمانيا ترفض الانضمام لمبادرة الاعتراف بدولة فلسطين

أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس، الثلاثاء، أن ألمانيا لن تنضم إلى مبادرة حلفاء غربيين للاعتراف بدولة فلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقدها الشهر المقبل.
وجاء تصريح ميرتس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، الذي كان قد أعلن الشهر الماضي عن نية كندا الاعتراف بفلسطين كدولة في الجمعية العامة، في أعقاب خطوات مماثلة أعلنت عنها فرنسا وبريطانيا.
وقال ميرتس إن "موقف الحكومة الاتحادية واضح فيما يتعلق بإمكانية الاعتراف بدولة فلسطين"، مضيفًا: "كندا على علم بموقفنا. لن ننضم إلى هذه المبادرة، لأننا لا نرى أن الشروط اللازمة تم استيفاؤها".
وتؤكد الحكومة الألمانية أن الاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يكون خطوة نهائية ضمن مسار تحقيق حل الدولتين، وفقًا للسياسة التي تتبعها برلين منذ سنوات.
الرأي العام الألماني بين التأييد والرفض
على الرغم من موقف الحكومة الرسمي، يظهر استطلاع للرأي أجري أوائل أغسطس 2025 أن أكثر من نصف الألمان يؤيدون اعتراف برلين بدولة فلسطين فورًا.
وأظهر الاستطلاع، الذي أجرته شركة فورسا لصالح مجلة السياسة الدولية الألمانية، أن 54% من المشاركين يؤيدون الاعتراف بفلسطين، مقابل 31% فقط رفضوا الفكرة، ما يعكس فجوة واضحة بين موقف الحكومة الألمانية والرأي العام المحلي.
موقف الدول الغربية الأخرى
على النقيض من موقف ألمانيا، أعلنت كندا في يوليو الماضي عن نيتها الاعتراف بفلسطين كدولة خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، مع التأكيد على ضرورة التزام السلطة الفلسطينية بإصلاحات ديمقراطية، تشمل إجراء انتخابات عامة دون مشاركة حركة حماس، وتفكيك السلاح الفلسطيني.
كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عزمه اتخاذ خطوة مماثلة، في ما يعد سابقة بين دول مجموعة السبع الكبرى، فيما أبدت بريطانيا استعدادها لدعم هذه المبادرة.
وأعلنت أستراليا كذلك عن نيتها الاعتراف بفلسطين كدولة، بشرط أن تلتزم السلطة الفلسطينية بعدة شروط، أبرزها: الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود والأمن، إجراء انتخابات ديمقراطية، وتفكيك السلاح الفلسطيني.
ردود الفعل الإسرائيلية
أثارت هذه المواقف الغربية ردود فعل غاضبة من تل أبيب، حيث اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتأجيج معاداة السامية، معتبرًا أن الاعتراف بفلسطين كدولة يعزز من شرعية حركة حماس.
وفي سياق متصل، انتقد السفير الأمريكي لدى فرنسا، تشارلز كوشنر، ماكرون بسبب دعمه للاعتراف بفلسطين، ما دفع وزارة الخارجية الفرنسية إلى استدعائه للاحتجاج على تصريحاته واعتبارها "غير مبررة وغير عادلة".
الحرب في غزة وتأثيرها على المواقف الدولية
يتصاعد حراك الاعتراف بدولة فلسطين على خلفية الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 على قطاع غزة، والتي أسفرت عن تدمير واسع وخسائر بشرية كبيرة.
وتؤكد الأمم المتحدة ومنظمات دولية عديدة أن الوضع الإنساني في القطاع المحاصر قد وصل إلى مستويات كارثية، ما يزيد من الضغوط الدولية على بعض الدول الغربية لاتخاذ مواقف داعمة للاعتراف بفلسطين كدولة.
Today