استثمار بمليار دولار لتعزيز الهيمنة في الشرق الأوسط: ما هي طائرة التجسس الإسرائيلية "أورون"؟

تواصل إسرائيل تعزيز قدراتها الاستخبارية والعسكرية من خلال طائرة الاستطلاع الحديثة "أورون"، التي تُعد أحدث ثمرة للتعاون بين وزارة الدفاع الإسرائيلية، شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وقوات الدفاع الإسرائيلية. ويصل حجم الاستثمار في هذا المشروع إلى نحو مليار دولار، ما يجعل "أورون" واحدة من أكثر طائرات الاستطلاع تقدمًا في العالم، حيث تجمع بين جمع المعلومات في الوقت الفعلي والقدرات الاستراتيجية على جميع الجبهات.

ولادة "أورون" في قلب المعارك

تم تحويل طائرة تنفيذية أمريكية الصنع إلى منصة استطلاع فائقة التقنية مجهزة برادارات متطورة وكاميرات عالية الدقة وقدرات استماعية متقدمة. وقد وُصفت عملية بناء الطائرة بأنها "تحدٍ كبير تم إنجازه في أيام قليلة".

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، لعبت "أورون" دورًا محوريًا في جمع المعلومات الاستخباراتية، وساهمت بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد إيران في يونيو الماضي، من خلال تقديم إنذارات مبكرة ومتابعة الهجمات في الوقت الفعلي. ويرى المسؤولون العسكريون أن مساهمة الطائرة كانت حاسمة في تقوية قدرة إسرائيل على التنبؤ بالتهديدات، سواء كانت صواريخ أو طائرات مسيرة إيرانية.

قدرات متعددة على جميع الجبهات

تتمتع "أورون" بقدرة على تنفيذ مهام متعددة في الوقت ذاته، بدءًا من غزة ولبنان وصولًا إلى إيران واليمن، مما يمنح البنية التحتية العسكرية صورة استخباراتية شاملة ومستقلة لجميع الفروع.

وتستطيع الطائرة الوصول إلى ارتفاع 40 ألف قدم في غضون 25 دقيقة، بسرعة تقارب 900 كيلومتر في الساعة، مع إمكانية البقاء في الجو لمدة 10 ساعات تحت جميع الظروف الجوية، ما يزيد من قدرتها على التحكم والاستطلاع في مناطق مكتظة بالسكان دون التسبب بأي تداخل مع حركة الطيران المدني.

من "شفيت" و"إيتام" إلى "أورون"

تُعد "أورون" الطائرة الثالثة في سلسلة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، بعد "شفيت" المتخصصة في جمع المعلومات الإشارية و"إيتام" المتخصصة في التصوير الجوي في الوقت الفعلي. وما يميز "أورون" هو قدرتها على دمج مهام كلا الطائرتين، مع رادارات جو-أرض متقدمة، ما يجعلها منصة استطلاع متعددة المهام وعالية التقنية على مستوى عالمي.

وتعمل إسرائيل حاليًا على تطوير الجيل الخامس من طائرات الاستطلاع، الذي سيشمل قدرات الحرب الإلكترونية، ما يسمح بالسيطرة على الطيف الكامل للعمليات الاستخباراتية والهجومية، في طفرة تكنولوجية تتفوق على ما تقدمه بعض الدول الغربية، من خلال دمج قدرات متعددة في منصة أصغر وأكثر مرونة.

تكامل مع الطائرات المسيرة والأقمار الصناعية

رغم الاستخدام المكثف للطائرات المسيرة في العمليات، توفر "أورون" قدرة تكاملية لا يمكن تحقيقها باستخدام الطائرات بدون طيار، خصوصًا في المهمات المتقدمة والمتوسطة والمرتفعة المستوى.

كما أن الاعتماد على الأقمار الصناعية وحدها غير كافٍ، إذ تقدم صورًا لمناطق محددة في أوقات محددة فقط، بينما تتيح "أورون" التركيز على مواقع متغيرة وفقًا لتطور التهديدات على الأرض والسماء، ما يجعلها أداة استشعار ديناميكية وفعالة.

يذكر أن "أورون" قد حصلت على جائزة الدفاع الإسرائيلية.