تمهيدًا للمرحلة المقبلة.. الجيش الإسرائيلي: إخلاء مدينة غزة من سكانها "لا مفر منه"

وجاء تصريح أدرعي عبر منصة "إكس"، حيث نشر بيانًا موجّهًا إلى سكان القطاع، وخصوصًا في مدينة غزة وشمالها، ردًا على ما وصفه بـ"الإشاعات الكاذبة" حول عدم وجود أماكن متاحة في الجنوب لاستقبال النازحين، بحسب ادّعائه.
وزعم أن الجيش الإسرائيلي أجرى مسحًا لمناطق شاسعة وفارغة في جنوب القطاع، بينها مخيمات الوسطى ومنطقة المواصي، مشيرًا إلى أنها "خالية من الخيم" ومهيأة لاستقبال النازحين.
وروّج إلى أن الجيش بدأ إدخال الخيم وتمهيد المساحات لإنشاء مجمّعات توزيع للمساعدات الإنسانية، إلى جانب مدّ خط مياه وتوفير تجهيزات أخرى.
وأشار أدرعي إلى أن كل عائلة تنتقل إلى الجنوب "ستحصل على أوفر المساعدات الإنسانية"، في وقت يواصل فيه الجيش العمل على تجهيز البنية التحتية اللازمة لدعم هذا النزوح الجماعي، وفق زعمه.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم إن العمليات العسكرية في غزة ستستمر "حتى استعادة جميع الأسرى وضمان ألا يشكل القطاع تهديدًا لإسرائيل مجددًا".
خطة إسرائيلية لاحتلال غزة
كان رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، قد صادق على خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة، وتشمل مراحل متعددة تبدأ بالسيطرة على المدينة التي يقطنها نحو مليون نسمة، ثم تطويقها وتنفيذ عمليات توغل داخل الأحياء السكنية، على أن تتبعها مرحلة ثانية تستهدف احتلال مخيمات اللاجئين في وسط القطاع.
وأكد زامير ضرورة رفع جاهزية القوات، مع الاستعداد لاحتمال استدعاء قوات الاحتياط، فيما كشفت وسائل إعلام عبرية أن الخطة تتضمن تهجير ما يقارب مليون مدني من سكان المدينة.
وبحسب موقع "والا" الإسرائيلي، يدرس وزير الدفاع يسرائيل كاتس إشراك ما لا يقل عن 80 ألف جندي في عملية التطويق والاحتلال.
النزوح يتسارع والأزمة الإنسانية تتفاقم
دفعت الخطة العديد من العائلات الفلسطينية إلى النزوح تحسبًا لهجوم وشيك، وسط توقعات بأن يؤدي أي توغل واسع النطاق إلى تهجير مئات الآلاف، كثير منهم عاشوا مرارًا تجربة النزوح منذ اندلاع الحرب.
وفي ظل القيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا قبل أيام أن مدينة غزة ومحيطها دخلت مرحلة المجاعة. أكثر من مليوني إنسان يجدون أنفسهم محاصرين بالجوع، فيما تغلق إسرائيل منذ الثاني من آذار/ مارس كل المعابر المؤدية إلى القطاع، قبل أن تسمح لاحقًا بمرور كميات محدودة لا تلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وفي موازاة ذلك، أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة ثلاثة فلسطينيين جراء الجوع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما يرفع حصيلة الوفيات بسبب الجوع إلى 303 أشخاص، بينهم 117 طفلًا.
والمساعدات التي تصل جوًا عبر إسقاط الإمدادات لا تعوّض النقص الهائل، إذ تبقى أقل بكثير مما يمكن أن تنقله الشاحنات عبر البر. كما تحوّلت هذه الإسقاطات إلى مصدر للجدل، بعدما اعتبرتها وكالات الإغاثة غير آمنة وذات أثر محدود في مناطق مكتظة.
وفي مشهد يختصر حجم الكارثة الإنسانية، تحوّلت طوابير الفلسطينيين عند نقاط توزيع المساعدات إلى ساحات دامية. فقد قُتل أكثر من ألفي شخص وأصيب ما يزيد على 13,500 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء.
وقد ارتفع عدد قتلى الحرب نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 62,819 قتيلًا، و158,629 مصابًا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
Today