الحوثيون يشيّعون رئيس حكومتهم وعددًا من الوزراء بعد ضربة إسرائيلية في صنعاء

شيّع الحوثيون، يوم الإثنين، رئيس حكومتهم أحمد غالب الرهوي وعددًا من الوزراء والمسؤولين الذين قُتلوا في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي، وسط حشود جماهيرية ملأت شوارع وسط المدينة.
وانطلقت مراسم التشييع من جامع الشعب في ميدان السبعين، حيث أُقيمت صلاة الجنازة قبل أن يُحمل 12 جثمانًا على الأكتاف وسط الحشود، ترافقها عروض عسكرية شاركت في الموكب.
وبحسب قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، دُفنت الجثامين في "روضة الشهيد الصماد" بصنعاء.وكانت الجماعة قد أعلنت، يوم السبت، مقتل الرهوي وعدد من وزرائه في الضربة الإسرائيلية التي وقعت الخميس الماضي، ما جعله أكبر مسؤول سياسي حوثي يُقتل منذ بدء المواجهة اليمنية - الإسرائيلية على خلفية الحرب في غزة.
وخلال مراسم التشييع، ألقى القائم بأعمال رئيس الوزراء محمد مفتاح، الذي عُيّن السبت، كلمة أكد فيها أن تسعة وزراء ومدير مكتب رئاسة الوزراء وسكرتير مجلس رئاسة الوزراء قُتلوا إلى جانب الرهوي، مضيفًا أن "دماء الشهداء تمنحنا الحافز والإصرار لمواصلة العمل".
تصعيد في البحر الأحمر وردود إيرانية
أثار مقتل الرهوي موجة غضب داخل الجماعة، إذ توعّد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بمواصلة الهجمات على إسرائيل قائلاً إن "استهداف الكيان بالصواريخ والمسيّرات مسار ثابت وتصاعدي"، مشددًا على أن "الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة لن تؤدي إلى التراجع أو الضعف أو الهوان".
من جهته، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الضربة الإسرائيلية بأنها "اغتيال جبان وجريمة شنيعة وغير مسبوقة"، مؤكداً، وفق ما نقلته وكالة إرنا الرسمية، أن "هذه الجريمة البشعة لن تنال من إرادة شعب اليمن، بل ستزيد جذوة المقاومة توهجًا في اليمن والمنطقة".
وفي تصعيد جديد، أعلن الحوثيون الإثنين أنهم استهدفوا وأصابوا ناقلة نفط "إسرائيلية" في البحر الأحمر. لكن وكالة الأمن البحري البريطانية "ماريتيم ترايد أوبرايشنز" أوضحت أن الناقلة "سكارليت راي"، التي ترفع علم ليبيريا، لم تتعرض لأي أضرار رغم سقوط صاروخ قريب منها.
في وقت لاحق، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة أطلقت من اليمن قبل دخولها الأجواء الإسرائيلية، مؤكداً أن صفارات الإنذار لم تُفعّل "وفقاً للبروتوكول".
تصعيد مستمر منذ حرب غزة
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يواصل الحوثيون إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل بشكل منتظم، وغالبًا ما يتم اعتراضها. كما صعّدوا هجماتهم على سفن تجارية في البحر الأحمر يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، في إطار ما يصفونه بـ"دعمهم للفلسطينيين في غزة".
وتردّ إسرائيل منذ أشهر بتنفيذ ضربات جوية تستهدف مواقع وبنى تحتية تابعة للحوثيين، فضلاً عن استهداف قيادات عسكرية وسياسية بارزة في الجماعة.
Today