اجتماع حكومي "عاصف" في إسرائيل.. نتنياهو: ترامب يدعو إلى "حسم كامل" في غزة

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إجراء تصويت داخل المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية حول صفقة مقترحة لتبادل الرهائن ووقف إطلاق النار، خلال اجتماع مطوّل استمر حتى ساعات فجر الإثنين، مؤكدًا أن الصفقة "ليست مطروحة على الطاولة"، وكاشفًا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حثّه على عدم القبول بأي اتفاق جزئي.
ورغم ضغوط وزراء اليمين المتشدّد لإجراء تصويت يعلن رفض الصفقة رسميًا، أصرّ نتنياهو على موقفه، فيما دفع رئيس الأركان الفريق وعدد من الوزراء نحو قبول الاتفاق، وفق تسريبات نُشرت في وسائل الإعلام العبرية الإثنين.
وتركز الاجتماع، الذي استمر نحو ست ساعات في تل أبيب، على خطة الجيش الإسرائيلي للسيطرة على مدينة غزة، في ظل استمرار العمليات العسكرية الواسعة ضمن عملية "مركبات جدعون".
وتتضمن الصفقة، التي أعلنت حماس موافقتها عليها في 18 آب/أغسطس، إطلاق سراح 10 رهائن أحياء وإعادة رفات 18 آخرين، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الأمنيين وقرابة ألف معتقل من غزة، إلى جانب وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا يتم خلالها التفاوض على إطلاق سراح بقية الرهائن المتبقين، وعددهم 20 شخصًا، بينهم 10 إلى 12 يُعتقد أنهم على قيد الحياة، وصولاً إلى اتفاق شامل ينهي الحرب.
موقف نتنياهو ودعم ترامب
أبلغ نتنياهو الوزراء أنه لن يقبل بأي صفقة جزئية، مكررًا موقفه الجديد منذ الشهر الماضي، بعد أن كان مؤيدًا للصفقات المرحلية في مراحل سابقة من الحرب.
وأضاف أن الدعم الدولي لإسرائيل "ليس بلا حدود"، محذرًا من أن أي انسحاب من أراضٍ سيطر عليها الجيش سيكون "ثمنًا باهظًا".
وكشف نتنياهو أن الرئيس الأميركي ترامب حثه على التمسك بخيار "الحسم العسكري الكامل"، قائلاً: "انسَوا الصفقات الجزئية. تقدّموا بكل قوة وأنهوا المهمة".
اتهامات متبادلة وتصعيد في النقاش
شهد الاجتماع مواجهة حادة بين زامير ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، التي اتهمت رئيس الأركان "بالجبن"، فردّ زامير بقوله إنه يعمل لتحقيق هدفين أساسيين: منع إيران من امتلاك سلاح نووي وتدمير حركة حماس"، مؤكدًا أنه "يوافق على الضربات في كل مكان".
ورد نتنياهو قائلاً: "لا أريد طاعة عمياء، لكن لا أقبل بتجاوز الصلاحيات أيضًا". ستروك انتقدت كذلك سياسة الجيش بتجنب العمليات في المناطق التي يُعتقد بوجود رهائن فيها، معتبرة أن ذلك "يخلق جيوبًا خطرة للإرهاب" تهدد المستوطنات في الجنوب.
غضب داخلي وانتقادات علنية
أثارت المواجهة ردود فعل سياسية، إذ هاجم زعيم حزب "الوحدة الوطنية" بيني غانتس، وهو رئيس أركان سابق، الحكومة قائلاً:"وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها مجلس وزاري، في زمن الحرب، يمنح الدروس لرئيس الأركان، بينما يتهرّب من فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على الحريديم".
أصوات تطالب بالصفقة
انضم وزراء بارزون مثل وزير الخارجية جدعون ساعر ووزيرة الاستخبارات جيلا جملئيل إلى موقف زامير، محذرين من أن "تدهور مكانة إسرائيل الدولية وتصاعد اعتراف دول غربية بدولة فلسطينية يعقّدان الوضع السياسي والأمني لإسرائيل".
ورغم الخلافات، أكد زامير أن الجيش سينفذ أي قرار يصدر عن القيادة السياسية، ما أثار إشادة بعض الوزراء، بحسب ما نشرته صحيفة "إسرائيل هيوم".
انتقادات من عائلات الرهائن
في بيان شديد اللهجة، قال منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إن نتنياهو "يدفن الصفقة" ويضحي بالرهائن والجنود "من أجل بقائه السياسي"، معتبرًا أن "الصفقة التي وافقت عليها حماس تمثل فرصة حقيقية لإعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب".
وجاء في البيان: "الحقيقة ظهرت.. هذه ليست استراتيجية تفاوضية بل خطة لنسف الاتفاق. نتنياهو يضحي بالرهائن على مذبح بقائه السياسي، بينما هناك صفقة قائمة يمكن أن تعيد آخر الرهائن وتوقف الحرب".
Today