القطار البطيء.. لماذا يفضّله زعيم كوريا الشمالية على الطائرات؟

لم يُعرف على وجه الدقة عدد القطارات التي خصصتها بيونغ يانغ لزعمائها، لكن خبراء مثل آن بيونغ-مين يؤكدون أن تعددها يرتبط بأسباب أمنية. يتألف كل قطار من 10 إلى 15 عربة، بينها عربات خاصة بالزعيم تضم غرفة نوم ومكتبًا ومعدات اتصالات، وأخرى مخصصة للأطباء والحرس، إضافة إلى مطعم ومكان لنقل سيارات مرسيدس مصفحة.
منذ توليه الحكم في أواخر عام 2011، استخدم كيم القطار في زيارات إلى الصين وروسيا وفيتنام. وتظهر لقطات بثها الإعلام الرسمي زعيم كوريا الشمالية في مكاتب فخمة مزخرفة بالذهب والخشب، محاطًا بأعلام بلاده، أو في عربات تحمل ستائر زرقاء وذهبية، وحتى أرائك وردية أو مقاعد بنقش الحمار الوحشي.
وفي مشاهد أخرى، ظهرت تفاصيل دقيقة: حاسوب مطلي بالذهب، هواتف متعددة، علبة سجائر، وزجاجات سوائل غامضة. ويعيد ذلك إلى الأذهان ما رواه المسؤول الروسي كونستانتين بوليكوفسكي في كتابه "القطار السريع إلى الشرق" (2002)، حين تحدث عن رحلات كيم جونغ إيل، والد كيم، المزودة بأفخر أنواع النبيذ وجراد البحر الطازج.
ورغم أن القطار بطيء مقارنة بالطائرات، إلا أنه يتميز بكونه أكثر أمانًا وملاءمة لرحلات الزعيم الشاب، ويتيح له التنقل برفقة وفود كبيرة، وحراس شخصيين، ومستلزمات غذائية وطبية، إضافة إلى مساحة مخصصة لمناقشة الملفات قبل عقد اللقاءات الدبلوماسية.
رحلات عبر الحدود
الانتقال بالقطار بين كوريا الشمالية وروسيا يستدعي تغيير عجلات العربات بسبب اختلاف مقاييس السكك الحديدية، لكن مع الصين يُستعان مباشرة بقاطرات محلية مثل طراز DF11Z لسحب القطار بعد اجتياز الحدود. وقد أظهرت صور إعلامية دخول قاطرة تحمل الرقم التسلسلي 0003 إلى بكين تجر أكثر من 20 عربة كورية شمالية مزينة بالعلم والشعار الذهبي.
وفي زيارة عام 2019 إلى فيتنام لحضور قمته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انطلق القطار مدفوعًا بقاطرة حمراء وصفراء تابعة للسكك الحديدية الصينية. ويقول الخبراء إن القطار يصل إلى سرعة 80 كيلومترًا في الساعة داخل الصين، مقابل 45 كيلومترًا فقط في بلاده.
ولطالما مثّلت القطارات جزءًا من صورة عائلة كيم الحاكمة. فالمؤسس كيم إيل سونغ سافر بها حتى وفاته عام 1994، فيما استخدم ابنه كيم جونغ إيل القطار حصريًا لرحلاته الخارجية، وتوفي عام 2011 على متنه وفق الرواية الرسمية.
أما كيم جونغ أون فقد جعل من هذه الوسيلة البطيئة أداة لاستعراض قوته داخليًا وخارجيًا، سواء في "جولات مرهقة" لتفقد المحاصيل داخل البلاد، أو في رحلاته الدبلوماسية إلى موسكو وبكين.
Today