في ظل استمرار الحرب بأوكرانيا.. قدامى المحاربين يقودون ثورة التكنولوجيا الدفاعية في أوروبا

مع تصاعد الحرب في أوكرانيا وزيادة ميزانيات الناتو، أصبح قدامى المحاربين الأوروبيين لاعبًا أساسيًا في تطوير التكنولوجيا الدفاعية، حيث يساهمون بخبراتهم الميدانية لتحويل الشركات الناشئة إلى منصات ابتكار سريع، قادرة على تلبية احتياجات المعارك الحديثة.
خبرة عسكرية تحول الأفكار إلى حلول عملية
حين قيّم الضابط السابق في الجيش الألماني مات كوبيرس نظام أسلحة مضاد للطائرات بدون طيار لشركة ناشئة نمساوية، لاحظ ما أغفل عنه المؤسسون المدنيون وهو ارتفاع حرارة ماسورة السلاح بعد استخدام متكرر يؤدي إلى فقدان الدقة. وأوضح كوبيرس أن هذه التفاصيل الصغيرة حاسمة، إذ يتعامل معها الجندي المتمرس تلقائيًا بتعديل هدفه لتجنب الأخطاء.
وتُظهر التحليلات أن قدامى المحاربين يقودون ربع الشركات الأوروبية الناشئة في مجال الدفاع، بينما غالبية الرؤساء التنفيذيين للشركات الكبرى ليس لديهم أي خبرة عسكرية.
استثمارات قياسية مع انطلاق الشركات الناشئة
دفعت الحرب في أوكرانيا وزيادة إنفاق الدول الأوروبية استثمارات القطاع الدفاعي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت استثمارات رأس المال المخاطر في الشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا الدفاعية 5.2 مليار دولار في عام 2024، بزيادة أكثر من خمسة أضعاف مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.
من الجندي إلى رائد أعمال
يشهد قطاع الدفاع الأوروبي انضمام جنود سابقين بسرعة غير مسبوقة إلى الشركات الناشئة، مستفيدين من خبرتهم في الميدان وفهمهم لاحتياجات الجيش، بما في ذلك عمليات الشراء العسكرية والتخطيط الميداني. وقد أكد خبراء أن وجود خبرة عسكرية مباشرة داخل الشركات الناشئة يجعل المنتجات أكثر موثوقية وفاعلية في ساحات المعارك.
وساعدت الحرب في أوكرانيا على تقليص أطر تطوير التكنولوجيا من سنوات إلى أسابيع، ما سمح للشركات الناشئة بقيادة قدامى المحاربين بتطوير حلول دفاعية مبتكرة بسرعة.
ومن أبرز هذه الشركات:
شركة لصناعة الطائرات بدون طيار عالية الأداء، أسسها ضابط سابق. وشركة لتطوير برمجيات تخطيط المعارك بقيادة ضابط من الجيش البريطاني وشركة لصناعة معدات التدريب العسكري يديرها جنود سابقون من النرويج.
ويقول مؤسس شركة أوكرانية للطائرات بدون طيار: "الجنود يرون مباشرة ما هي الحلول المفقودة على أرض المعركة، ويمتلكون فهمًا عميقًا لما ينجح وما هو مجرد دعاية."
وعلى أرض الواقع، أثبتت التجربة أن المنتجات غير الموثوقة يمكن أن تكلف ملايين اليوروهات دون فائدة، وهو ما يؤكد ضرورة وجود خبرة عسكرية مباشرة داخل الشركات الناشئة لتطوير حلول مجربة وفعالة.
ومع زيادة الميزانيات الدفاعية، من المتوقع أن يستمر دور قدامى المحاربين في أوروبا في النمو كمؤسسين ومستشارين، وكمبتكرين يضمنون أن التكنولوجيا الدفاعية الجديدة مجربة وتحقق أهدافها.
ويؤكد الخبراء أن اندماج الخبرة العسكرية مع الابتكار والاستثمار يضع أوروبا في موقع ريادي لتطوير حلول دفاعية مبتكرة.
Today