بين مقتل المدنيين في غزة والمولد النبوي.. انقسام على مواقع التواصل حول أولويات المرحلة

في وقت يحتفل فيه المسلمون حول العالم بالمولد النبوي الشريف، اختار كثيرون في بعض الدول العربية الامتناع عن المشاركة في هذه الاحتفالات، تضامناً مع أهالي غزة الذين يعيشون ظروفاً مأساوية تحت حصار مستمر.
تأتي هذه الدعوات في وقت تشهد فيه غزة أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود، حيث تشير تقارير حقوقية إلى سقوط أكثر من 63 ألف قتيل، وحوالي 161 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين، وسط قصف متواصل وحصار يفاقم معاناة المدنيين.
الأصوات الداعية لمقاطعة الاحتفالات
نشرت عدة منصات اجتماعية دعوات للتركيز على دعم غزة بدلاً من الانشغال بالاحتفالات، معتبرين أن الاحتفال بالمولد النبوي في ظل هذه الظروف "غير لائق".
من أبرز هذه المنشورات، تغريدة للناشط سلامة عبد القوي على منصة إكس جاء فيها: "أيها المسلمون، أفيقوا من غفلتكم! بينما أهل غزة يموتون جوعًا تحت حصار العملاء، نجد مشايخ السلاطين يشتغلون بجدال تافه حول الاحتفال بالمولد الشريف. الاحتفال الحقيقي هو نصرة غزة وأبطالها."
وفي تغريدة أخرى، كتب حساب على منصة منتقداً الصمت حيال ما يجري لأهالي غزة: "احتفلتم بمولد النبي… أم تجادلتم حول 'بدعته'؟ تغنّيتم بالمولد وتناسَيتم وصاياه. أيّ بدعة أعظم من بدعة صمتكم على إبادة أمّة محمد؟ تُحيون المولد في بيوتكم، بينما شعب محمد يُذبح على الملأ".
وأشار المنشور إلى أن الاحتفال الحقيقي يجب أن يترجم الألم والمعاناة إلى دعم عملي وغوث عاجل للمدنيين في غزة.
فيما نشر حساب آخر منشور على منصة إكس قال فيه إنه "في عيد المولد النبوي الشريف تبقى غزة هي الرسالة الحية، لا يكفي الاحتفاء أو الدعاء؛ فالرسالة الحقيقية هي الوقوف مع غزة"، وفق تعبير الكاتب.
جدل ديني حول الاحتفال بالمولد
يبقى موضوع الاحتفال بالمولد النبوي مثار جدل بين العلماء، حيث يرى بعضهم أنه بدعة غير مشروعة، بينما يعتبره آخرون جائزاً شرعاً إذا كان الهدف منه الذكر والاقتداء بالرسول ﷺ والعبادة الصالحة، بعيداً عن أي محرمات.
خصص شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب جزءاً من كلمته في مركز المؤتمرات بالقاهرة بمناسبة المولد النبوي لتذكير المسلمين بمعاناة غزة ومأساة سكانها، وأدان ما يتعرض له الفلسطينيون من حصار، مؤكدًا رفض أي محاولات لتهجيرهم، داعيًا إلى تضامن عربي وإسلامي لمواجهة هذه السياسات.
وتظهر الصور والفيديوهات من غزة حجم المعاناة، مع أطفال ونساء يعيشون تحت حصار قاسٍ يفاقم صعوبات الحياة اليومية.
Today