مصادر تكشف: حماس تتجه لاستئناف المفاوضات رغم الضربة الإسرائيلية في الدوحة

أعلنت حركة حماس قرارها مواصلة المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك على الرغم من الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مجمعاً في الدوحة يضم مكاتب ومساكن لعدد من قياداتها، وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وفق ما أفادت به مصادر من الحركة لصحيفة "الشرق الأوسط".
ونقلت الصحيفة عن مصادر من الحركة، أن المكتب السياسي للحركة توصل إلى توافق داخلي على مواصلة التفاوض بما يضمن تحقيق المطالب الفلسطينية الأساسية، والتي تشمل وقف إطلاق النار بشكل كامل، وانسحاب القوات لإسرائيلية من قطاع غزة، وضمانات دولية بشأن مستقبل إدارة القطاع.
ورجحت المصادر أن تستأنف الحركة اتصالاتها مع الوسطاء الدوليين خلال الأيام المقبلة، بمجرد استقرار الوضع الأمني في العاصمة القطرية. كما تُجرى مشاورات داخلية عبر قنوات اتصال آمنة لتحديد التفاصيل النهائية لاستراتيجية التفاوض.
وأشارت المصادر إلى إصابة عضوين بارزين في المكتب السياسي خلال الضربة، أحدهما لا يزال في حالة صحية حرجة. ويتلقى الاثنان العلاج تحت حراسة مشددة في مستشفى خاص بالدوحة، دون الكشف عن هويتيهما.
ومن بين القتلى: همام الحية، نجل القيادي في حركة حماس خليل الحية، ومدير مكتبه جهاد لباد، إضافة إلى ثلاثة من الحراس الشخصيين، وضابط أمن قطري كان متواجداً في الموقع.
ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت الضربة قد حققت هدفها الأساسي المتمثل في استهداف كبار القادة، إذ أصابت أربع ضربات دقيقة مجمعاً يضم فيلات ومكاتب، وكانت فيلا خليل الحية من بين أكثر المباني تضرراً.
كما تعرض مكتب سابق للرئيس السياسي السابق للحركة، إسماعيل هنية - الذي اغتيل في طهران في 31 يوليو من العام الماضي - لأضرار جسيمة نتيجة انفجار قنبلة استهدفت منطقة مجاورة لفيلا الحية. وكان عدد من قيادات الحركة يجتمعون داخل هذا المكتب وقت وقوع الانفجار، وأصيب بعض أعضاء المكتب السياسي الذين كانوا في أطراف القاعة.
وأوضحت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن المخابرات الإسرائيلية ربما اعتمدت على تتبع إشارات الهواتف المحمولة لتحديد موقع الاجتماع، لكنها لم تأخذ في الحسبان ممارسة الحركة الدائمة بترك الهواتف خارج غرف الاجتماعات الأمنية، وهو ما أدى وفق المصادر إلى وقوع إصابات بين أفراد الأمن والحراسة بدلاً من القادة المستهدفين.
وتنتشر في الدوحة عدة مجمعات سكنية وإدارية تستخدمها قيادات حماس، وتُغيّر الحركة مواقع اجتماعاتها بانتظام. ولم تُستهدف المكاتب الأخرى القريبة من موقع الضربة.
وفي أعقاب الهجوم، أُلغي اجتماع كان مقرراً بين وفد من حماس ورئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لمناقشة مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأعادت المصادر لـ"الشرق الأوسط" التأكيد على ما ورد في البيان الرسمي لحركة حماس، الذي يتهم الولايات المتحدة بالمشاركة في الضربة. وقال أحد المصادر: إن "العملية كانت خدعة أمريكية-إسرائيلية هدفها جمع قيادات الحركة في مكان واحد لاستهدافهم".
وأضاف المصدر أن واشنطن "تخلّت عن العملية بعد فشلها في القضاء على القيادة، وادّعت أنها أُبلغت في اللحظات الأخيرة، وقدمت أعذاراً غير مقنعة".
وكان عدد من قيادات الحركة قد وصلوا إلى الدوحة قادمين من تركيا ومصر، للمشاركة في اجتماع موسع للقيادة كان مقرراً قبل وقوع الضربة.
Today