ضربة الدوحة "تهزّ الثقة".. هل تعيش دول الخليج هاجس غياب المظلة الأميركية؟

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الدوحة هذا الأسبوع أثارت موجة قلق في عواصم الخليج، حيث بدأت دول المنطقة تتساءل عن جدوى الحماية التي توفرها الولايات المتحدة، وسط مخاوف من تكرار هجمات مشابهة في المستقبل.
صدمة في الخليج
بحسب "واشنطن بوست"، فإن الهجوم الذي استهدف فيلا تضم قيادات سياسية من حركة حماس في العاصمة القطرية خلّف غضبًا واسعًا وإحساسًا بانعدام الأمن. وأوضحت الصحيفة أنه إذا كانت قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، عرضة لهجوم إسرائيلي، فإن دولًا خليجية أخرى قد تعتبر نفسها بدورها مهددة. ونقلت الصحيفة عن إبراهيم الأصي (المجلس الأطلسي)، قوله إن دول الخليج "تشعر بأنها أقل أمانًا وأقل حماية مما كانت عليه من قبل".
تداعيات إنسانية وسياسية
لم تُصِب الضربة قيادات حماس لكنها أسفرت عن مقتل أقارب ومرافقين، إضافة إلى ضابط قطري. وأقيمت جنازة رسمية للضحايا الخميس في الدوحة بحضور المئات، من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
إسرائيل "تكسر الخطوط الحمراء"
كتبت "واشنطن بوست" أن ما يميز هذه الضربة هو أنها نفذت من قبل إسرائيل، الحليف الأقرب لواشنطن، وهو ما كشف حدود قدرة الولايات المتحدة على كبح تل أبيب حتى عندما يتعلق الأمر بتهديد حلفاء آخرين. ونقلت الصحيفة عن حسن الحسن (المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية)، أن هذا الهجوم "عزز الشعور المتزايد بأن الولايات المتحدة شريك أمني غير موثوق".
تراجع الثقة بالحماية الأميركية
بحسب "واشنطن بوست"، فإن الثقة الخليجية بالضمانات الأمنية الأميركية تتآكل منذ سنوات، في ظل تحوّل واشنطن نحو آسيا وتراجع اعتمادها على موارد الطاقة من المنطقة. وأوضحت الصحيفة أن هذا التراجع ترافق مع شعور بأن الولايات المتحدة لا تبدي اهتمامًا كافيًا بالمخاوف الأمنية الخليجية، خصوصًا تجاه إيران.
ردود الفعل الرسمية
ذكرت "واشنطن بوست" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أدان" الضربة لكنه أرفق ذلك بتصريحات اعتبرها مراقبون مخففة. فقد كتب على منصته "تروث سوشال": "قصف قطر بشكل أحادي لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا.. لكن القضاء على حماس هدف مشروع." في المقابل، قالت قطر في بيان نقلته الصحيفة إنها لا تعيد النظر في علاقتها مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن الشراكة الدفاعية "أقوى من أي وقت مضى".
خيارات محدودة
ختمت "واشنطن بوست" تقريرها بالقول إن هجوم الدوحة سيدفع دول الخليج للمطالبة بضمانات أمنية أوضح من واشنطن، بالتوازي مع تعزيز التعاون الاستخباراتي فيما بينها. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن البدائل المتاحة أمام دول الخليج تبقى محدودة، إذ لا تُعد روسيا أو الصين شركاء موثوقين، فيما القدرات الدفاعية الذاتية ما تزال قيد البناء. ونقلت عن الحسن قوله: "الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة متجذر بعمق، ومن الصعب كسره".
Today