المحكمة الإسرائيلية تدين حريديًا بتهمة التجسس لصالح إيران

ونقلت الصحيفة أن ستيرن كان يدرس في مدرسة دينية يهودية تُعنى بدراسة التوراة والتلمود، وهو من بيت شيمش، بلدة يطغى عليها الطابع الديني والتحفّظ، وينتمي إلى حركة يهودية تقليدية متشددة.
العميلة آنا
وتبيّن من التحقيقات أنه كان على اتصال بعميلة إيرانية تحمل اسم "آنا" عبر تطبيق تلغرام، تعطيه تعليمات ومهام، وتلقى مقابل ذلك مبالغ مالية بعملة مشفرة (بيتكوين)،
كما قام بتجنيد مواطنين إسرائيليين آخرين لنفس الغرض.
وورد في التحقيق أيضًا أن ستيرن قام بطباعة وتعليق منشورات تُظهر يدًا مغطاة بالدماء، مرفقة بتعليق: "سيُسجل في التاريخ أن الأطفال قُتلوا [في غزة]، لنقف إلى جانب الصواب في التاريخ".
وفي حالة أخرى، قام بتجنيد رجل في شمال البلاد وأعطاه هاتفًا خلويًا، بناءً على تعليمات من "آنا". كما سلم شخصًا آخر من القدس أموالًا.
سكين وباقة زهور
وتذكر الصحيفة أن "آنا" طلبت في مرة من ستيرن إرسال سكين وباقة زهور إلى منزل رونن شاؤول، السفير الإسرائيلي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن الحريدي لم ينفذ هذا الطلب خوفًا من الاعتقال.
أثناء الإفادة، ادعى ستيرن أنه لم يشك أبدًا في أن "آنا" كانت عميلة إيرانية، وادعى أن حقوقه انتهكت خلال الاستجوابات، وطلب شطب شهادته. لكن الادعاء رد بأنه كان على دراية كاملة بحقوقه، وأنه أدلى باعترافاته بمحض إرادته.
عناصر تثبت إدانته
وأضاف الادعاء أن جميع العناصر اللازمة لإثبات جريمة التواصل مع عميل أجنبي قد توفرت في هذه القضية، مشيرًا إلى أن ستيرن نفسه اعترف بأنه شك في هوية الشخص الذي كان يتواصل معه، وكان واعيًا بالمخاطر المترتبة على ذلك.
وطالب الادعاء المحكمة بأن تعطي وزناً أكبر لاعترافاته الأولية مقارنة بشهادته اللاحقة التي تراجع فيها.
وجاء في الحكم: "الأدلة المقدمة تثبت أن المتهم شك في هوية 'آنا' منذ البداية، وقد تعمق هذا الشك مع تصاعد خطورة المهام التي كلفته بها، والتي اتسمت بطابع وطني وأمني متزايد. كما كشفت له 'آنا' عن هويتها الحقيقية كعميلة أجنبية، وعبرت عن رغبتها في تجنيده بشكل أعمق وتزويده بتدريبات قتالية."
من جهته، أوضح المحامي يشاي زيغمان، ممثل الادعاء: "تولى ستيرن مهام متنوعة، ونفذها، وجند آخرين للقيام بأعمال تجسسية، وتقاضى أموالًا مقابل ذلك، كل ذلك وهو يدرك أن وراء 'آنا' كيانًا معاديًا يهدف إلى الإضرار بأمن إسرائيل."
وأضاف: "هذه الإدانة تُرسل رسالة واضحة مفادها أن أي شخص يتواصل مع عملاء أجانب معادين سيواجه العواقب القانونية كاملة. وسنواصل العمل بحزم لحماية أمن دولة إسرائيل."
الجواسيس بين إيران وإسرائيل
منذ انتهاء المواجهة بين إيران وإسرائيل، التي استمرت 12 يومًا في يونيو الماضي، ازدادت الأنباء عن عمليات رصد ومحاكمة الجواسيس، خاصة في طهران، بعد تبيّن آثار الاختراق الأمني الإسرائيلي، سواء من ناحية تنفيذ الموساد عمليات على الأراضي الإيرانية، أو من ناحية اغتيال قادة الحرس الثوري الإيراني.
إلا أن إدانة إسرائيلي حريدي بتهمة التجسس تُعدّ حدثًا لافتًا، بالنظر إلى خلفية هذه الفئة من المجتمع الإسرائيلي الرافضة عادةً للانخراط في الخدمة العسكرية.
Today