الجيش الإسرائيلي يشن ضربات مكثفة على جنوب لبنان.. وبيروت تناشد المجتمع الدولي

شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات استهدفت بلدات عدة في الجنوب اللبناني. فقد طالت الضربات بلدة كفرتبنيت، وأغارت مقاتلات أخرى على منزل في بلدة ميس الجبل الحدودية. كما تعرضت بلدة دبين في قضاء مرجعيون لغارة مماثلة، وكذلك الأماكن المهددة في منطقتي الشهابية وبرج قلاويه جنوبًا.
ويأتي هذا التصعيد بعدما أكد الجيش الإسرائيلي أنه سيواصل مهاجمة ما وصفها بـ"البنى التحتية العسكرية لحزب الله" في مختلف أنحاء جنوب لبنان، في تصعيد جديد يفتح الباب أمام توتر أوسع على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، خرائط لأربعة مبانٍ تقع في ثلاث قرى جنوب لبنان، داعيًا سكانها وسكان المباني المجاورة إلى إخلائها "فورًا" والابتعاد "مسافة لا تقل عن 500 متر".
وحذر أدرعي من أن "البقاء في هذه المباني يعرض حياتهم للخطر".
وبعد نحو ساعتين، أصدر إنذارًا جديدًا موجّهًا إلى سكان قريتي الشهابية وبرج قلاويه في جنوب لبنان.
بيروت ترد على التهديدات
وقبل أن ينفّذ الجيش الإسرائيلي تهديداته، ردّ رئيس الحكومة نواف سلام على مخطط استهداف بلدات ميس الجبل وكفرتبنيت ودبين، وما رافقها من إنذارات عاجلة لإخلاء المنازل، مؤكدًا أنّ الحكومة اللبنانية "المتمسكة بمسار وقف الأعمال العدائية، منخرطة في اجتماعات الميكانيزم"، في إشارة إلى لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تُعقد في مقرّ قوات "اليونيفيل" بالناقورة.
وأضاف: "السؤال المشروع اليوم: أين هو التزام إسرائيل بهذه الآليات؟ وكيف يُعقل أن تستمر في ممارسة الترهيب والاعتداءات فيما يُفترض بالاجتماعات أن تضمن التطبيق الكامل للقرار 1701 ووقف العمليات العدائية؟".
ودعا سلام المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول الراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية، إلى "ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والعودة إلى الآلية والاتفاق، بما في ذلك الانسحاب من الأراضي اللبنانية التي ما زالت تحتلها، ووقف الاعتداءات، والإفراج عن الأسرى".
من جانبه، أعلن الجيش اللبناني أن إسرائيل تواصل خروقاتها التي تجاوزت 4500 خرق منذ دخول اتفاق وقف الأعمال العدائية حيّز التنفيذ عقب عدوان 2024. وأكد الجيش أن الاعتداءات الأخيرة استهدفت عددًا من القرى الجنوبية ومناطق آهلة بالسكان، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين المدنيين.
وأشار البيان إلى أنّ هذه الانتهاكات تتزامن مع خروق برية وبحرية وجوية متكررة، شملت إطلاق قنابل حارقة وتفجير منازل، معتبرًا أن استمرارها يعوق انتشار الجيش جنوب الليطاني ويعرقل تنفيذ خطته في تلك المنطقة.
استمرار الخروقات الإسرائيلية
تتواصل الغارات الإسرائيلية على لبنان منذ إعلان وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024. وعلى الرغم من الاتفاق، تشن الدولة العبرية هجمات متكررة تقول إنها تستهدف عناصر وبنى تحتية لحزب الله، في وقت لم تتوقف فيه الخروقات منذ لحظة الإعلان عن "وقف الأعمال العدائية".
روغم الاتفاق، أبقى الجيش الإسرائيلي قواته في خمسة مواقع استراتيجية جنوبي لبنان، هي تلة الحمامص، تلة العويضة، جبل بلاط، اللبونة، والعزية، مبررًا ذلك بأهميتها في عمليات الرصد والمراقبة.
خطة لنزع سلاح الحزب
يواجه الحزب مزيدا من الضغوط مع اتخاذ الحكومة اللبنانية قرارا يقضي بحصر السلاح بيد قوات الامن اللبنانية والجيش، على وقع ضغوطات أميركية وتهديدات بتوسيع اسرائيل لضرباتها في لبنان. ووضع الجيش اللبناني في أيلول/سبتمبر خطة لتنفيذ قرار نزع سلاح حزب الله الذي اتخذته الحكومة في آب/أغسطس.
ورفض حزب الله خطة نزع السلاح التي تضعها الحكومة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر.
Today