بوتين يختبر "صمت" ترامب لإعادة رسم معادلة الحرب في أوكرانيا

ذكرت وكالة "بلومبرغ" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلص إلى أن التصعيد العسكري هو أفضل وسيلة لفرض مفاوضات على أوكرانيا بشروطه، في ظل قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يتخذ خطوات كبيرة لتعزيز الدفاعات الأوكرانية، وفقاً لأشخاص مقربين من الكرملين.
تصعيد بعد قمة ألاسكا
بحسب التقرير، كثّفت القوات الروسية هجماتها على أهداف عسكرية ومدنية منذ لقاء بوتين وترامب في أنكوراج الشهر الماضي، حيث رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مطلب موسكو بالتخلي عن مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا. وأوضح المصدر أن بوتين يعتزم مواصلة استهداف شبكة الطاقة والبنية التحتية في كييف.
المحادثات في ألاسكا جعلت بوتين يعتقد أن ترامب لا يرغب بالتدخل المباشر في النزاع، بحسب ذات المصادر.
موقف واشنطن وحلفائها
في مواجهة التصعيد الروسي، عبّر ترامب عن استيائه من نهج بوتين، وطرح فكرة فرض عقوبات أكثر صرامة لحرمان موسكو من عائداتها النفطية. لكنه شدّد على ضرورة أن يتخذ الحلفاء الأوروبيون خطوات صعبة أولاً قبل أن تتحرك واشنطن.
ودعا ترامب دول مجموعة السبع إلى فرض رسوم جمركية على الصين والهند لمعاقبتهما على شراء الغاز الروسي، فيما يناقش الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات جديدة وتسريع خطط التخلص من الغاز المسال الروسي.
تكتيكات روسية ورسائل ضغط
أشار محللون إلى أن إشارات التردد من جانب واشنطن عززت ثقة الكرملين في المضي بحرب استنزاف تهدف إلى إنهاك الدفاعات الأوكرانية وإجبار كييف على تقديم تنازلات مستقبلية. وقالت الخبيرة الروسية في "غيتهاوس أدفايزوري بارتنرز" فيتا سبيفاك إن بوتين يحاول "زيادة أوراقه التفاوضية عبر التصعيد".
وخلال القمة، عرض بوتين وقف القتال وتجميد خطوط التماس في الجنوب مقابل تنازلات أوكرانية في الشرق، وهي شروط رفضتها كييف بشكل قاطع.
غارات كثيفة دون تقدم حاسم
بيانات من سلاح الجو الأوكراني أشارت إلى أن الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة والصواريخ ارتفعت بنسبة 46% خلال الشهر الذي أعقب القمة. وقال زيلينسكي في 16 أيلول/سبتمبر إن روسيا أطلقت حتى الآن أكثر من 3,500 مسيّرة و190 صاروخاً إضافة إلى 2,500 قنبلة.
الهجمات تسببت بأضرار واسعة في كييف وخاركيف، لكنها لم تحقق تقدماً ملموساً على الأرض. فقد أعادت أوكرانيا السيطرة على بعض المواقع في دونيتسك رغم نشر روسيا 100 ألف جندي لمهاجمة مدينة باكروفيسك.
حرب بنى تحتية متبادلة
في المقابل، كثّفت أوكرانيا هجماتها بالطائرات المسيّرة على منشآت الطاقة الروسية، مستهدفة مصافي نفط ومرافئ رئيسية على بحر البلطيق. ورغم محدودية تأثيرها المباشر على إمدادات الوقود، فإنها تشكل ضغطاً إضافياً على موسكو.
مكاسب "رمزية"
يرى باحثون أن بوتين يسعى لتحقيق مكاسب "رمزية" قبل الشتاء، لكنه لم ينجح حتى الآن في الميدان. ويعتمد في المقابل على "الابتزاز النووي والضغط النفسي عبر القصف الكثيف"، بحسب نيكولاي بتروف من مركز "نيو يورايجن ستراتيجيس".
ونقل التقرير عن مصادر مقربة من الكرملين أن بوتين يتابع عن كثب حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، ويعتبر أن حدّتها أكبر من حرب روسيا في أوكرانيا، في وقت "تتقبّلها" الحكومات الغربية، وهو ما يرى أنه يضعف انتقاداتها لموسكو.
Today