لتخفيف الانتقادات التي أثارها قرار الاعتراف بدولة فلسطينية.. ستارمر يعتزم فرض عقوبات على حماس

كشفت صحيفة "التلغراف" أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر سيعلن الأحد عن فرض عقوبات جديدة على حركة حماس، في محاولة للتخفيف من حدة الانتقادات الموجهة إليه بسبب قراره الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ستارمر سيشدد لهجته تجاه الحركة التي تصنفها بريطانيا "منظمة إرهابية"، وذلك بالتزامن مع بيانه الرسمي الذي سيؤكد فيه نية لندن الاعتراف بدولة فلسطين.
وبحسب التقرير، يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لاسترضاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي انتقد علنًا الموقف البريطاني خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى المملكة المتحدة.
انتقادات من حزب المحافظين والمعارضة السياسية
أوضحت "التلغراف" أن وزيرة الخارجية في حكومة الظل، بريتي باتيل، هاجمت العقوبات التي يجري التحضير لها ووصفتها بأنها "محاولة يائسة في اللحظة الأخيرة لإرضاء البيت الأبيض".
وأضافت: "بينما لا تزال منظمة حماس الإرهابية تحتجز رهائن في ظروف وحشية وتمجّد أعمال الإرهاب، فإن ستارمر يرسل رسالة خطيرة، حيث يتم التسامح مع العنف والتطرف ومكافأتهما".
وتابعت باتيل: "السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق أبدًا من خلال مكافأة الإرهابيين. هذه المحاولات السطحية في اللحظة الأخيرة لإرضاء الولايات المتحدة سطحية ولن تبرر أبدًا قراره المتهور بالاعتراف".
ورأت أن القرار يمثل "خضوعًا لفصائل اليسار المتشدد داخل حزب العمال" التي باتت "تملي السياسة الخارجية لبريطانيا".
كما نقلت الصحيفة عن نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح، انتقاده للاعتراف بفلسطين معتبرًا أن ذلك لا يمكن فصله عن حماس. وقال: "حماس والدولة الفلسطينية لا يمكن فصلهما في الوقت الراهن. هذا نموذج عن شخصية ستارمر، فهو لا يعرف فعلًا أين يقف. ومهما كانت التحفظات الواردة في بيانه، فإن هذا الإعلان استسلام للإرهاب وخيانة لإسرائيل".
عائلات الرهائن
ذكرت "التلغراف" أن العقوبات المرتقبة ستكون أول إجراء ملموس ضد حماس تتخذه حكومة حزب العمال منذ وصولها إلى السلطة، لكنها تأتي وسط انتقادات حادة من عائلات رهائن ما زالوا محتجزين لدى الحركة.
فقد اتهمت مجموعة من 16 قريبًا للرهائن ستارمر في رسالة وجهتها إليه يوم السبت بأنه "يكافئ القتلة" ويعقد بشكل كبير جهود إعادة أحبائهم.
ونقلت الصحيفة عن شارون شيرابي، شقيق الرهينة المحرر إيلي شيرابي والرهينة القتيل يوسي شيرابي، قوله: "بينما يُحتجز الرهائن لدى حماس ويتعرضون للضرب والإهانة والتجويع، تختار الحكومة البريطانية تجاهل هذا الواقع المروع ومكافأة القتلة. التاريخ سيحكم على من دعم الإرهاب. العالم يرفض أن يفهم أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تشجع الديمقراطية والاستقرار والسلام".
موقف ستارمر ورسائله المتوازنة
وبحسب ما أوردته الصحيفة، فإن ستارمر سيؤكد في بيانه أن إسرائيل لم تفِ بشروطه لوقف القتال، إذ لم توافق على هدنة أو تقدم التزامًا بحل الدولتين، وسيشير إلى أن الوضع في غزة قد ازداد سوءًا خلال الأسابيع الأخيرة. وسيصف رئيس الوزراء البريطاني الوضع الإنساني في القطاع بأنه كارثي، متحدثًا عن المجاعة ومشاهد "لا يمكن تحملها من العنف والمعاناة".
كما سيدين ستارمر التوسع في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الضفة الغربية، مؤكدًا أن هذه السياسة تزيد الوضع تأزمًا. في المقابل، سيعمد إلى تصعيد لهجته تجاه حماس، مؤكدًا أنها "منظمة إرهابية وحشية" يجب أن تنزع سلاحها، ولا يمكن أن تشارك في حكم الدولة الفلسطينية المستقبلية.
عقوبات منسقة مع أوروبا
أشارت "التلغراف" إلى أن الحكومة البريطانية تعمل بالفعل على إعداد حزمة جديدة من العقوبات ضد حماس، ستكون الأولى منذ فوز حزب العمال بالانتخابات، لافتة إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن الأسبوع الماضي عن "حزمة معززة" ضد عشرة من أعضاء المكتب السياسي للحركة. وغالبًا ما تتماشى بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي في ملفات العقوبات.
انقسام في الموقف الغربي
بحسب التقرير، فإن بريطانيا ستنضم إلى تسع دول أخرى، من بينها أستراليا وبلجيكا وكندا وفرنسا والبرتغال، في الاعتراف بفلسطين هذا الأسبوع. وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة تمثل "شرخًا كبيرًا في الموقف الغربي"، حيث أعلن ترامب بوضوح أن الولايات المتحدة تعارض القرار ولن تحذو حذوه.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ستارمر الأسبوع الماضي : "لدينا خلاف مع رئيس الوزراء بشأن هذا الأمر". لكنه في الوقت نفسه أثنى على موقف ستارمر من حماس عندما قال إن الحركة "منظمة إرهابية لا يمكن أن يكون لها أي دور في مستقبل فلسطين".
Today