للمرة الثانية خلال شهر.. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة الأثنين عقب انتهاك مقاتلات روسية لأجواء إستونيا

أعلنت وزارة الخارجية الإستونية الأحد أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا الاثنين بناءً على طلبها، بعد أن انتهكت ثلاث طائرات روسية مجالها الجوي.
وجاء في بيان الخارجية الإستونية عبر منصة إكس: "في 22 أيلول/سبتمبر أن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا ردا على الانتهاك الروسي الصارخ للمجال الجوي الإستوني الجمعة".
وأضافت في بيانها، يعد هذا التسلل إلى المجال الجوي الإستوني عملاً خطيراً آخر يهدف إلى تصعيد التوترات الإقليمية والعالمية في الوقت الذي تواصل في روسيا وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي حربها العدوانية ضد أوكرانيا.
وأشارت إلى "أن تصرفات روسيا المتهورة والعدوانية وانتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي ولمبادئ ميثاق الأمم المتحدة يتطلب رداً دولياً قوياً وموحداً".
وكانت الحكومة الإستونية أعلنت السبت أن ثلاث طائرات مقاتلة روسية من طراز ميغ-31 دخلت أجواء البلاد "دون إذن، وبقيت هناك لمدة 12 دقيقة" فوق خليج فنلندا.
وتعد هذه هي المرة الثانية هذا الشهر التي يطلب فيها عضو في الناتو إجراء مشاورات بموجب المادة الرابعة. وقامت بولندا بذلك في 10 سبتمبر/ أيلول بعد إعلانها دخول طائرات روسية بدون طيار مجالها الجوي.
نفي روسي
من جهتها، نفت وزارة الدفاع الروسية دخول ثلاث مقاتلات من طراز ميغ-31 المجال الجوي الاستوني بشكل غير قانوني.
وأعلنت الوزارة أن الطائرات كانت في "رحلة مجدولة، ملتزمة تمامًا بلوائح المجال الجوي الدولي، ولم تنتهك حدود الدول الأخرى، وهو ما أكدته عمليات الرصد الموضوعية".
وأضافت أنها حلقت فوق مياه بحر البلطيق المحايدة، على بُعد أكثر من 3 كيلومترات (ميلين) من جزيرة فايندلو، التابعة لإستونيا.
غضب إستوني
أعلن رئيس الوزراء الإستوني كريستين ميشال أن رد حلف شمال الأطلسي على أي استفزاز روسي "يجب أن يكون موحدًا وقويًا"، مشددًا على ضرورة التشاور مع الحلفاء لضمان الوعي المشترك وتحديد الخطوات التالية.
وأوضح ميشال أن "الغزو الروسي أظهر أن الحرب العدوانية في أوكرانيا لم تسر كما خطط لها الكرملين"، وذلك في أعقاب حادثة اعتبرتها تالين خامس انتهاك روسي لمجالها الجوي منذ بداية العام.
ووفق السلطات الإستونية، دخلت طائرة روسية أجواء البلاد من الشمال الشرقي بعدما اعترضتها مقاتلات فنلندية فوق خليج فنلندا، لتتدخل لاحقًا طائرات إيطالية من طراز F-35 متمركزة في إستونيا ضمن مهمة الناتو لحماية أجواء البلطيق، حيث رافقتها إلى خارج المجال الجوي.
وأشارت الحكومة إلى أن الطائرة الروسية لم تقدم خطة طيران، وأن أجهزة الإرسال والاستقبال كانت معطلة، كما لم يكن هناك أي تواصل ثنائي الاتجاه مع مراقبة الحركة الجوية الإستونية.
خروقات متتالية
وفي الأسبوع الماضي، أعلن الجيش البولندي إسقاطه ثلاث طائرات روسية بدون طيار على الأقل، وصرح رئيس الوزراء دونالد توسك بتسجيل دخول 19 طائرة بدون طيار إلى المجال الجوي البولندي.
وأعلنت روسيا أن الحادث لم يكن متعمدًا، ونفت وزارة دفاعها وجود "أي خطط" لاستهداف منشآت على الأراضي البولندية.
وقالت بيلاروسيا، حليفة موسكو، إن الطائرات بدون طيار دخلت المجال الجوي البولندي عن طريق الخطأ بعد تشويش أنظمة الملاحة الخاصة بها.
وبعد عدة أيام، أعلنت وزارة الدفاع الرومانية أنها رصدت طائرة روسية بدون طيار عندما كانت طائرتان من طراز إف-16 تراقبان حدود البلاد مع أوكرانيا، بعد "هجمات جوية روسية على البنية التحتية الأوكرانية على نهر الدانوب".
وأضافت الوزارة أن الطائرة بدون طيار اختفت لاحقًا من على الرادار، بينما لم تعلق روسيا على هذه القضية.
الأمم المتحدة تدعو إلى تجنب التصعيد
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الجمعة 12 أيلول/سبتمبر، لبحث تقارير عن انتهاك 19 مُسيّرة روسية للمجال الجوي البولندي، أُسقط بعضها استباقياً، في أعمق اختراق من نوعه لدولة مجاورة لأوكرانيا منذ بدء الحرب.
وأكدت وكيلة الأمين العام روزماري ديكارلو أن الأمم المتحدة تعتمد فقط على المعلومات المعلنة، محذرة من أن الحادثة تهدد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب وتزيد من خطر التصعيد الإقليمي.
وجددت دعوتها العاجلة لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، مؤكدة استعداد الأمم المتحدة لدعم أي جهود حقيقية لتحقيق سلام عادل ودائم وفق ميثاقها والقانون الدولي.
Today