بين التحذيرات والمباحثات: غروسي يتحدث عن برنامج إيران النووي وماكرون يلتقي بزشكيان في نيويورك

قال رافائيل غروسي، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران لا تزال قادرة على المضي قدماً في برنامجها للأسلحة النووية حتى بعد الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل والولايات المتحدة عليها في وقت سابق من هذا العام.
وأشار في حديثه لصحيفة" ذا تايمز" إلى "نجاة عدد من أجهزة الطرد المركزي من التلف"، متابعًا: "لديهم أماكن يصنعون فيها هذه المكونات حيث يقومون بجميع هذه الأنشطة. لذا، إذا أرادوا ذلك (صنع أسلحة نووية)، فسيكون الأمر مجرد مسألة وقت".
ومع أن عمليات التفتيش في المنشآت النووية الإيرانية استؤنفت بعد أن علَّقت الجمهورية الإسلامية تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وضح غروسي أن الوكالة لم تحصل بعد على حق الوصول إلى اليورانيوم الحكومي الذي تم تخصيبه بنسبة نقاء 60 في المائة قبل الحرب، وقال: "يبدو أنهم حريصون جدًا على حماية هذه المواد، فهم يعتقدون أنها قد تتعرض لمزيد من الهجمات".
ورأى رئيس الوكالة أن مسألة وصول إيران إلى نسبة 90% من التخصيب - أي تلك التي تمكّنها من بناء أسلحة نووية - "باتت مسألة أسابيع، وليس شهورًا أو سنوات"، لافتًا إلى أنه لا يزال من الصعب تقييم مدى تأثير الضربات الأمريكية على البرنامج النووي.
وتابع: "الأمر شخصي بعض الشيء. لم يعد البرنامج كما نعرفه. نعم، يمكنهم إعادة بنائه، لكن ذلك سيستغرق وقتًا طويلاً قد يُقاس بالسنوات. لكن بالنسبة لي، فإن القول إن الأمر سيستغرق سنة أو سنتين أو ثلاث سنوات يعتمد على نوع القدرات التي يرغبون في إعادة بنائها".
فرض العقوبات على إيران
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد صوَّت يوم الجمعة على إعادة فرض العقوبات على إيران التي جُمِّدت بعد خطة العمل المشتركة عام 2015 (الاتفاق النووي الإيراني)، مقابل فرض قيود على أنشطة البلاد النووية، حيث قامت بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الترويكا الأوروبية، بتفعيل ما يُعرف بـ آلية "الزناد".
وتقول الدول الأوروبية إنها مستعدة لتمديد الموعد النهائي للعقوبات إذا استأنفت إيران المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة، وسمحت لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى مواقعها النووية، وقدمت تفسيرًا لوجود أكثر من 400 كيلوغرام (880 رطلاً) من اليورانيوم عالي التخصيب، الذي تقول هيئة الرقابة التابعة للأمم المتحدة إنها تمتلكه.
رفض المرشد الإيراني للمفاوضات مع واشنطن
إلا أن المرشد الإيراني علي خامنئي، كان قد أكد يوم الثلاثاء، رفضه إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، قائلًا إنها "طريق مسدود تمامًا".
وأضاف: "لقد أعلنت الولايات المتحدة نتيجة المحادثات مسبقًا، والنتيجة هي إيقاف الأنشطة النووية والتخصيب. هذه ليست مفاوضات، إنها إملاءات وفرض شروط".
لقاء ماكرون- بزشكيان اليوم
ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، نظيره الإيراني مسعود بزشكيان على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة هذا الملف الشائك.
ويأتي ذلك بعد أن التقى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، يوم الاثنين، بغروسي، واجتمع مع وزراء خارجية الترويكا الأوروبية، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بعراقجي يوم الثلاثاء، لمواصلة المباحثات المكثفة التي بدأت قبل أشهر ولم تحقق اختراقًا فعليًا.
وعن لقاء اليوم قال ماكرون: "الساعات المقبلة ستكون حاسمة. إما أن تتخذ إيران خطوة وتلتزم مجددًا مسار السلام والمسؤولية، وإما ستُطبَّق العقوبات".
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية، في تعليقات نُشرت على منصة "إكس" بعد الاجتماع مع عراقجي، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي حثوا إيران على اتخاذ خطوات في غضون أيام، "إن لم يكن ساعات"، لمعالجة المخاوف بشأن برنامجها النووي.
وفي وقت سابق، وصف وزير الخارجية الألماني يوهان واديفول فرصة التوصل إلى اتفاق مع إيران بحلول نهاية الأسبوع بأنها "ضئيلة للغاية".
وأمام إيران، التي تتهم الأوروبيين بممارسة ضغوط سياسية عليها، مهلة حتى منتصف ليل السبت للتوصل إلى اتفاق يحول دون إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة عليها، وتقول إنها طرحت على الطاولة مقترحًا "متوازنًا" لم تُكشف تفاصيله.
Today