الدنمارك ترصد مجددًا تحليق مسيّرات فوق مطاراتها.. ووزير الدفاع: طرف محترف يقف خلفها

أُغلق مطار ألبورغ الدنماركي، مساء الأربعاء، بعد رصد طائرات مسيرة مجهولة الهوية في مجاله الجوي، ما أدى إلى تعطيل الحركة الجوية لأكثر من ثلاث ساعات.
وأفادت الشرطة الوطنية الدنماركية أن الطائرات المسيرة ظهرت في المنطقة قرابة الساعة 9:44 مساءً بالتوقيت المحلي (19:44 بتوقيت غرينتش)، واستمر تواجدها حتى الساعة 12:54 من منتصف الليل.
وأكد موقع "Flightradar24"المتخصص في تتبع الرحلات الجوية عبر منصة إكس: أن ثلاث رحلات جوية تم تحويل مسارها إلى مطارات أخرى جرّاء الإغلاق، بينما أعلنت "يوروكونترول"، الجهة الأوروبية المشرفة على الحركة الجوية، أن معدل الوصول والمغادرة في المطار بلغ "صفرًا" حتى الساعة 04:00 بتوقيت غرينتش من صباح الخميس.
"طرف محترف"
رأى وزير الدفاع الدنماركي ترويلس لوند بولسن إن تحليق المسيّرات الذي تسبب في إغلاق مطارات محلية مرتين هذا الأسبوع هو عملية ممنهجة يقف خلفها "طرف محترف".
وقال في مؤتمر صحافي: "لا شك أن كل شيء يشير إلى أن هذا من عمل طرف محترف، خاصةً عندما نتحدث عن عملية ممنهجة كهذه في مواقع عدة في وقت واحد تقريبا. هذا ما أُعرّفه بأنه هجوم مركّب بأنواع مختلفة من الأسلحة".
بدوره، أكد وزير العدل بيتر هوملغارد عزم كوبنهاغن على تعزيز قدرتها في "رصد" و"تحييد" الطائرات المسيّرة.
تكرار نمط مشابه لإغلاق كوبنهاغن
ويشكل حادث ألبورغ ثاني واقعة من نوعها في الدنمارك خلال أقل من 72 ساعة، بعد أن أُغلق مطار كوبنهاغن الدولي مساء الاثنين 22 سبتمبر لأربع ساعات بسبب رصد "طائرات مسيرة كبيرة" في أجواء المطار. ولفتت الشرطة إلى أن الطائرات المسيرة في ألبورغ اتبعت نمطًا مشابهًا لتلك التي شوهدت في العاصمة.
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتيه فريدريكسن، الثلاثاء، إن حادث كوبنهاغن يُعد "أخطر هجوم حتى الآن على البنية التحتية الحيوية" في البلاد.
وأفادت الحكومة الدنماركية بأنها ترى في الحادث احتمال ارتباطه بسلسلة توغلات مسيرة يُشتبه بأنها روسية، تزامنت مع اضطرابات أمنية أخرى في أنحاء أوروبا.
الاستخدام العسكري للمطار يضاعف الأهمية الأمنية
ويُستخدم مطار ألبورغ كقاعدة عسكرية من قبل القوات المسلحة الدنماركية، ما يضفي بعدًا أمنيًا إضافيًا على الحادث. وأعلنت القوات أنها تتعاون مع الشرطة الوطنية والمحلية في التحقيق، لكنها امتنعت عن تقديم تفاصيل إضافية.
كما أفادت شرطة شمال يوتلاند بأن "أكثر من طائرة مسيرة" شوهدت في المنطقة، وكانت مزودة بأضواء مرئية، دون أن تتمكن من تحديد نوعها أو مصدرها أو ما إذا كانت مرتبطة بحادث كوبنهاغن.
توسع رقعة المشاهدات إلى مناطق أخرى
لم يقتصر الأمر على مطارَي كوبنهاغن وألبورغ، إذ أعلنت شرطة جنوب جوتلاند عن رصد طائرات مسيرة أيضًا قرب مطارات “إسبيرغ” و”سوندربورغ” و”سكريدستروب”.
ومن الجدير بالذكر أن قاعدة “سكريدستروب” الجوية تستضيف أسطول الطائرات المقاتلة الدنماركية من طرازي “F-16” و”F-35”، ما يضاعف من خطورة أي اختراق جوي غير مصرّح به.
جهود أمنية مكثفة دون نتائج ملموسة
أكدت شرطة شمال يوتلاند أن محاولات إسقاط الطائرات المسيرة باءت بالفشل، ولم يتم حتى الآن القبض على أي من مشغّليها. وصرّح مسؤول أمني: "من السابق لأوانه تحديد هدف هذه الطائرات أو الجهة التي تقف وراءها".
وأشار “ثوركيلد فوجدي”، مفوض الشرطة الوطنية، إلى تلقي تقارير متعددة من مختلف أنحاء البلاد عن مشاهدات طائرات مسيرة منذ يوم الاثنين، موضحًا أن "بعض هذه التقارير تثير اهتمام الشرطة والجيش، خصوصًا تلك المتعلقة بأماكن حساسة مثل ألبورغ".
تعاون أوروبي واسع النطاق
وأكدت السلطات الدنماركية أنها تنسّق مع جهاز المخابرات الوطنية والقوات المسلحة، إضافة إلى سلطات أوروبية أخرى، في إطار التحقيق.
وفي السياق ذاته، أغلقت السلطات النرويجية مجال مطار أوسلو الجوي لمدة ثلاث ساعات مساء الاثنين بعد رصد طائرة مسيرة، وقال وزير الخارجية النرويجي الأربعاء إن بلاده على "اتصال وثيق" مع الدنمارك، لكن التحقيقات لم تُثبت بعد وجود صلة مباشرة بين الحوادث.
إنكار روسي وتحذير أوروبي
من جهته، نفى سفير روسيا لدى الدنمارك، الثلاثاء، أي تورط لبلاده في الحوادث، واصفًا الاتهامات بأنها "لا أساس لها".
في المقابل، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية “أورسولا فون دير لاين” الطائرات المسيرة بأنها جزء من "نمط من التنافس المستمر على حدودنا"، في إشارة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في القارة.
لا خطر على المدنيين
ورغم التوتر الأمني، أكدت الشرطة أن "لا خطر على الركاب في مطار ألبورغ أو السكان في المنطقة"، مشيرة إلى أن الإغلاق كان إجراءً وقائيًا صرفًا لضمان سلامة الحركة الجوية والمصالح العسكرية.
ومن المقرر أن تستأنف الرحلات من مطار ألبورغ عند الساعة 04:20 بتوقيت غرينتش، وفقًا للموقع الإلكتروني الرسمي للمطار.
Today